أكد المستشار الألماني أولاف شولتس خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الوضع في غزة يتطلب اتخاذ خطوات فورية نحو السلام، مشددًا على أهمية استغلال الفرص المتاحة لإنهاء الصراع. في هذا السياق، رأى شولتس أن الخطة المقترحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل نقطة تحول محتملة، حيث تركز على وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، إلى جانب بدء عملية إعادة إعمار شاملة بقيادة مصرية.
خطة ترامب: فرصة لتحرير الرهائن وإحلال السلام
تشكل خطة ترامب، التي تم الإعلان عنها قبل أسبوعين، خطوة إيجابية نحو حل الصراع المستمر في غزة، حيث تتضمن آليات واضحة لوقف العمليات العسكرية الفوري وتبادل الرهائن. يرى شولتس أن هذه الخطة ليست مجرد اتفاق مؤقت، بل فرصة نادرة لتحقيق استقرار طويل الأمد، خاصة مع تزايد الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب. وفقًا للتصريحات، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، بوقف العدوان فورًا، مع التركيز على حماية المدنيين وإعادة بناء البنية التحتية المهدمة. الخطة تلقى دعمًا دوليًا واسعًا، حيث أعلنت دول مثل السعودية وفرنسا ورابطة الدول الأوروبية إعجابها بها، بينما رحبت حركة حماس بها كخطوة نحو إنهاء الاحتلال. ومن جانبه، حث شولتس على توفير ضمانات دولية لضمان تنفيذ الاتفاق، مع التأكيد على دور ألمانيا في دعم أي جهود تستهدف استعادة الثقة وتجنب تكرار العنف.
المبادرة الأمريكية نحو الاستقرار الإقليمي
تعكس المبادرة الأمريكية التي أطلقها ترامب رؤية شاملة لإنهاء الدورة المفرغة من الصراعات في المنطقة، مع التركيز على جوانب إنسانية وأمنية. في المكالمة الهاتفية، شدد شولتس على أن استمرار الهجمات الإسرائيلية، التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين في الأيام الأخيرة، يعيق أي تقدم حقيقي، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو لم تلتزم بشكل واضح بوقف القصف رغم أن الخطة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بذلك. ومع ذلك، أبرز شولتس أن الالتزام الدولي المتزايد، بما في ذلك من برلين، يمكن أن يوفر الضمانات اللازمة لتنفيذ الخطة، سواء من خلال مراقبة دولية أو دعم اقتصادي لإعادة الإعمار. على سبيل المثال، يقترح الاقتراح الأمريكي تشجيع دور مصر كوسيط رئيسي، مما يفتح الباب لمفاوضات أوسع تشمل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الفلسطينيين والدول المجاورة. في الوقت نفسه، أكد نتنياهو خلال الحديث على أولوية حماية الأمن الإسرائيلي، لكن هذا الرأي يثير مخاوف بشأن التزام حقيقي بالخطة، خاصة مع تزايد التوترات التي تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله. باختصار، تعد هذه المبادرة فرصة لإعادة رسم خارطة السلام، مع ضرورة التعاون الدولي لتجنب الفشل وتعزيز آفاق سلام مستدام. ومن المهم التأكيد على أن أي تأخير في تنفيذ الخطة قد يفاقم الأزمة، مما يؤدي إلى مزيد من الضحايا وتعقيد الحلول المستقبلية، لذا يجب على القادة الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية لصالح السلام والأمان الإقليمي.
تعليقات