بدء أول انتخابات تحت قيادة الشرع في سوريا.. الشعب يختار نوابه خلال جلسة مدتها 3 ساعات فقط!
يشارك السوريون اليوم في عملية انتخاب نوابهم لمجلس الشعب، وهي الانتخابات البرلمانية الأولى بعد انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد. هذه العملية تمثل خطوة حاسمة نحو بناء نظام ديمقراطي جديد، حيث يتوافد أعضاء الهيئات الناخبة إلى مراكز الاقتراع بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً. يقومون بإظهار أوراقهم الثبوتية للحصول على بطاقاتهم الانتخابية، ثم يتوجهون إلى رؤساء اللجان الفرعية لاستلام الورقة المختومة رسمياً. بعد ذلك، يدخلون غرفة الاقتراع السرية لإعداد أصواتهم، مع ضمان أن التصويت يتم بشكل يضمن سرية الرأي، على الرغم من أنه ينتهي في صندوق الاقتراع بشكل علني.
الانتخابات البرلمانية في سوريا
يستمر السوريون في هذه الانتخابات، التي تشهد تنافساً بين 1,568 مرشحاً على 140 مقعداً في المجلس، بينما تأجلت الانتخابات في مناطق مثل محافظة الرقة ورأس العين في محافظة الحسكة إلى الأسبوع المقبل أو اللاحق، نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية في تلك المناطق. كما بقيت دوائر أخرى في محافظتي الحسكة والسويداء مؤجلة لبعض الوقت. من بين الجوانب البارزة في هذه الانتخابات، مشاركة شخصية يهودية تُدعى هنري حمرة، وهي الأولى من نوعها منذ عام 1967، مما يعكس تنوعاً اجتماعياً متزايداً. عملية الاقتراع المبدئية تنتهي عند الظهر، لكن يمكن تمديدها إلى الرابعة مساءً إذا لم يتمكن جميع أعضاء الهيئات الناخبة من التصويت. النتائج الرسمية ستُعلن خلال مؤتمر صحفي في الإثنين أو الثلاثاء القادم، مما يمنح الفرصة للتقييم الدقيق للعملية.
عملية التصويت الشعبي
يتشكل المجلس الجديد من 210 عضواً، حيث يتم انتخاب 140 عضواً عبر لجان فرعية وهيئات ناخبة في هذه المرحلة الأولى، تليها مرحلة ثانية للانتخابات داخل كل دائرة. الثلث المتبقي من الأعضاء يتم تعيينهم بمرسوم من رئيس الجمهورية، مما يضمن توازناً بين الاختيار الشعبي والإدارة الرسمية. تشكل الكفاءات والمتخصصون 70% من الهيئات الناخبة، بينما يمثل أعيان المناطق ووجهاء المجتمع 30%، مما يعكس تمثيلاً شاملاً للشرائح الاجتماعية المختلفة. مدة ولاية المجلس هي 30 شهراً، ويمكن تجديدها ضمن مرحلة انتقالية تمتد إلى أربع سنوات، مع إمكانية التمديد لسنة إضافية إذا لزم الأمر. هذا المجلس سيتولى مهام حاسمة مثل اقتراح وإقرار القوانين الجديدة، تعديل أو إلغاء التشريعات السابقة، والمصادقة على المعاهدات الدولية، بالإضافة إلى إقرار الموازنة العامة للدولة والعفو العام. بالإضافة إلى ذلك، سيلعب المجلس دوراً تأسيسياً من خلال تشكيل لجنة متخصصة لإعداد دستور دائم، الذي سيُعرض على استفتاء عام بمجرد توفر الظروف الأمنية والاستقرارية المناسبة، مما يتيح لكل المواطنين المشاركة. بعد اعتماد الدستور، ستجرى انتخابات برلمانية ومحلية ورئاسية لتعزيز الديمقراطية في البلاد. هذه الخطوات تشكل جزءاً من عملية إعادة بناء سوريا على أسس مستقرة وشاملة، مما يعزز من الثقة في المستقبل السياسي للبلاد.
تعليقات