فريق «عين العالم» يجدد التزامه بإنهاء العمى الممكن تفاديه
مقدمة: نحو عالم خالٍ من العمى الغير مبرر
في زمن يتزايد فيه الوعي بأهمية الصحة البشرية، يظل العمى الممكن تفاديه من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 2.2 مليار شخص من مشكلات بصرية، منها أكثر من نصف يمكن تجنبه أو علاجه. في هذا السياق، يبرز دور فريق «عين العالم» كمنظمة غير حكومية دولية رائدة في مجال الرعاية البصرية، حيث أعلنت مؤخراً عن تجديد التزامها بإنهاء هذه المأساة. هذا التجديد، الذي تم الإعلان عنه خلال مؤتمر عالمي للصحة، يعكس التزاماً متجدداً بالعمل الدؤوب لتوفير الرعاية الطبية في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
خلفية فريق «عين العالم»: رحلة نحو الرؤية الواضحة
أُسِّس فريق «عين العالم» في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كجزء من جهود عالمية لمحاربة العمى، مستوحى من مبادئ منظمة الصحة العالمية مثل مبادرة «رؤية 2020». يركز الفريق على تقديم خدمات الرعاية البصرية المجانية أو المدعومة في البلدان النامية، حيث يشكل العمى الممكن تفاديه تحدياً كبيراً بسبب عوامل مثل نقص التغذية، الأمراض المنقولة، وغياب الرعاية الطبية. منذ بداياته، قام الفريق بتنفيذ آلاف الحملات الطبية في أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، مما ساعد في علاج ملايين الأشخاص من حالات مثل الكataract (الصلبة) وعدوى العين مثل التراخوما.
في السنوات الأخيرة، حقق فريق «عين العالم» إنجازات بارزة، بما في ذلك توقيع شراكات مع منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونسيف). على سبيل المثال، ساهموا في حملة في الهند أدت إلى علاج أكثر من 500,000 شخص من العمى الناتج عن نقص فيتامين A، وهو من أبرز أسباب العمى الممكن تفاديه لدى الأطفال.
التجديد الجديد: خطط وأهداف مستقبلية
في الإعلان الأخير، الذي جاء في ذكرى اليوم العالمي للصحة البصرية، أكد قادة فريق «عين العالم» على التزامهم بتعزيز الجهود لبلوغ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وخصوصاً الهدف الثالث الذي يهدف إلى ضمان الصحة والرفاهية للجميع. يتضمن هذا التجديد:
- حملات توعية واسعة: إطلاق برامج تعليمية لزيادة الوعي بأهمية الوقاية من العمى، مثل توزيع نظارات وقطرات العين في المدارس والمجتمعات النائية.
- التكنولوجيا الرقمية: استخدام التطبيقات والأدوات الذكية لتشخيص الحالات المبكرة، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الوصول إلى الخدمات في المناطق النائية.
- الشراكات الدولية: تعزيز التعاون مع الحكومات والمنظمات لتدريب الأطباء المحليين، حيث يهدف الفريق إلى تدريب 10,000 طبيب وممرض في السنوات الخمس القادمة.
- التركيز على المجموعات الهشة: تخصيص برامج خاصة للنساء والأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من ضحايا العمى الممكن تفاديه، مثل حالات الضعف البصري الناتج عن نقص الحديد في الدول النامية.
يأتي هذا التجديد في وقت يواجه فيه العالم تحديات جديدة، مثل تأثير جائحة كورونا على خدمات الرعاية الصحية، والتغير المناخي الذي يزيد من انتشار الأمراض البصرية. وفقاً للمدير التنفيذي للفريق، الدكتور أحمد الكحلاني، “إن التزامنا الجديد ليس مجرد وعود، بل خطة عملية لإنقاذ ملايين الأرواح وتحسين جودة الحياة”.
التحديات والأهمية: لماذا يجب أن نهتم؟
رغم التقدم، تواجه جهود مكافحة العمى تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص التمويل، الحروب، والفقر الذي يعيق الوصول إلى الرعاية. وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، يمكن تفادي 80% من حالات العمى إذا تم توفير الرعاية المناسبة. هنا تكمن أهمية تجديد التزام فريق «عين العالم»، فهو يعزز من الجهود الجماعية لتحقيق عالم أكثر إنصافاً.
خاتمة: دعوة للعمل المشترك
تجديد التزام فريق «عين العالم» بإنهاء العمى الممكن تفاديه يمثل خطوة إيجابية نحو مستقبل أفضل. لكن النجاح يتطلب مشاركة الجميع – الحكومات، المنظمات، والأفراد. سواء بالتبرع، التطوع، أو رفع الوعي، يمكننا جميعاً المساهمة في هذه الرؤية. في النهاية، عين العالم ليست مجرد اسم، بل رمز للأمل في عالم يرى الجميع بوضوح. دعونا نعمل معاً لتحقيق ذلك.
(المصادر: تستند هذه المقالة إلى بيانات من منظمة الصحة العالمية وتقارير فريق عين العالم، وهي لأغراض إعلامية عامة.)
تعليقات