كيف تحولت السعودية إلى قوة عظمى في صناعة ألعاب الفيديو، حسب “ذا إيكونوميست”؟

تبرز المملكة العربية السعودية كقوة رئيسية في عالم ألعاب الفيديو، حيث تشهد هذه الصناعة نموًا هائلًا يتجاوز المليارات من الدولارات سنويًا. الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الحكومة في هذا المجال تجعلها محركًا رئيسيًا للتطور العالمي، مع تركيز على دمج التراث الثقافي مع التكنولوجيا الحديثة، مما يجذب الملايين من اللاعبين حول العالم.

السعودية تتربع على عرش سوق ألعاب الفيديو

في قلب هذا التحول السريع، تقف المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي، حيث تشكل استثماراتها نحو مليارات الدولارات نقطة تحول في صناعة تربض على قمة القطاعات الترفيهية العالمية. الخبراء يؤكدون أن هذه السوق، التي تفوق الآن قيمة الصناعات مثل السينما والبث الرقمي، تشهد دفعة قوية من المملكة، خاصة من خلال مشاريع تدمج السياحة والتاريخ مع العناصر الرقمية. على سبيل المثال، أدخلت لعبة شهيرة مثل “أساسنز كريد” ميزة تتيح للاعبين استكشاف مدينة العلا، الوجهة السياحية التاريخية التي تشهد تزايدًا في أعداد الزوار سنويًا. هذا الاندماج ليس مجرد ترفيه، بل استراتيجية لتعزيز الصورة السياحية والثقافية للمملكة على المستوى العالمي.

أما في مجال الاستثمارات المباشرة، فإن المملكة قد خطت خطوات عملاقة، مثل الاستحواذ على شركة إلكترونيك آرتس (EA)، ثالث أكبر شركة ألعاب في الولايات المتحدة، مقابل 55 مليار دولار. هذه الصفقة، التي تمثل قمة سلسلة من الاستثمارات الضخمة، تمنح المملكة سيطرة على أمثال ألعاب “مادن” و”ذا سيمز” و”إف سي”، المعروفة سابقًا باسم “فيفا”، والتي تحظى بشعبية هائلة عالميًا. هذه الخطوة ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لتحويل السعودية إلى مركز عالمي للألعاب، حيث يركز صندوق الاستثمارات العامة على دعم مشاريع تهدف إلى زيادة الإنتاج والابتكار في هذا المجال.

صناعة الألعاب الرقمية في المملكة

مع استمرار التوسع، أصبحت شركة “سافي جيمز” ركيزة أساسية في هذا التحول، حيث خصص لها صندوق الاستثمارات العامة ما يقرب من 38 مليار دولار لتطوير مشاريع تهدف إلى جعل المملكة نقطة جذب للمطورين والمستثمرين عالميًا. على سبيل المثال، قامت “سافي جيمز” باستحواذات استراتيجية، مثل شراء شركة سكوبلي الأمريكية، التي تنتج لعبة “مونوبولي جو” والتي حققت أرباحًا تزيد عن 5 مليارات دولار منذ إطلاقها. كما أنها توسعت لتشمل شراء ذراع الألعاب في شركة نيانتيك، المسؤولة عن ألعاب مثل “بوكيمون جو”، بالإضافة إلى حصولها على حصة كبيرة في شركة “إمبراسر” السويدية، التي تمتلك سلسلة “تومب رايدر”. هذه الاستحواذات تعزز من مكانة المملكة في السوق العالمية، حيث يمتد تأثيرها إلى شركات مثل نينتندو اليابانية وكابكوم وكوي، مع زيادة الحصص في هذه الشركات لتكون ضمن أكبر المساهمين.

بالإضافة إلى ذلك، يشمل البرنامج الاستثماري دعم شركات أخرى مثل تاكي تو الأمريكية، المعروفة بألعاب “جراند ثيفت أوتو” التي باعت ملايين النسخ. هذه الخطوات تجعل السعودية لاعبًا لا يُستهان به في صناعة الألعاب، حيث يُشير خبراء مثل برايان وارد، المدير الذي يدير “سافي جيمز”، إلى أن هذه هي بداية فقط، مع استكشاف عشرات الفرص للاستحواذ سنويًا. هذا النمو يعكس رؤية شاملة لتحويل الاقتصاد الرقمي في المملكة، مع التركيز على خلق فرص عمل وجذب المهارات العالمية، مما يضمن استمرارية النمو في سوق تعتبر الآن واحدة من أسرع القطاعات تطورًا عالميًا. من خلال هذه الجهود، تُعزز المملكة مكانتها كمركز إقليمي ودولي، حيث يتدفق الابتكار والاستثمار لتشكيل مستقبل الصناعة بأكملها.