ارتفاع غير مسبوق في طلب الأراضي بجدة يجذب المستثمرين بشكل كبير

شهدت مدينة جدة في الفترة الأخيرة ارتفاعاً بارزاً في الإقبال على شراء الأراضي الخام، حيث أكد الخبير العقاري مشاري بن عبد الله أن السوق العقاري في المدينة يشهد نشاطاً استثنائياً من قِبل المستثمرين المحليين، ويعكس هذا الارتفاع مؤشرات قوية على اقتراب تحوّلات استثمارية كبيرة في جدة خلال الفترات المقبلة.

ارتفاع الإقبال الاستثماري في جدة

أوضح مشاري بن عبد الله أن هناك زيادة واضحة في عدد المستثمرين الذين غيّروا توجهاتهم من الرياض إلى جدة، مدعومة بالفرص الواعدة في هذه المدينة الساحلية، خاصة مع المشاريع التنموية الكبرى المتوقع إطلاقها في شمال وجنوب جدة خلال السنوات القادمة. هذا التحوّل يجعل المناطق المذكورة مصدر تفاؤل كبير بين المستثمرين، الذين يرون فيها فرصاً للنمو الاقتصادي المستدام. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن السوق العقاري في جدة يشهد تنويعاً جغرافياً في الاستثمارات، حيث أصبحت هناك منافسة شديدة بين الشركات والمطورين لاستغلال الفرص العمرانية الناشئة عن النمو المتوقع. في الوقت نفسه، برز تغيير في سلوك المطورين، حيث تحولت الأراضي المهملة سابقاً إلى نقاط جذب للمفاوضات والمزايدات المباشرة، مع تجنب الوسطاء وتركيز على التفاوض المباشر لشراء هذه الأراضي، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في مناقشات الأسعار.

التحولات الاستثمارية نحو المدينة الساحلية

يعتقد الخبراء أن جاذبية جدة الاستثمارية ترجع إلى عوامل متعددة، أبرزها المشاريع العملاقة التي تُنفذ حالياً في مجالات تطوير البنية التحتية وتوسيع المناطق السكنية والسياحية. يلعب موقع جدة الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر دوراً حاسماً، إذ يربطها بخطط تطوير النقل والخدمات اللوجستية، مما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين. هذه العوامل تشجع على دخول مستثمرين جدد إلى السوق، مع توقعات بأن القطاع العقاري في جدة سيشهد نمواً أكبر في السنوات المقبلة، خاصة مع مشاركة شركات التطوير الكبرى في إنشاء مشاريع متكاملة تتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء مدن حديثة ومستدامة تلبي المعايير العالمية. في هذا السياق، أكد مشاري أن الزخم الحالي في طلب الأراضي الخام يُعد إشارة قوية بأن جدة تقترب من الريادة في الساحة العقارية السعودية، مما يدعو المستثمرين إلى دراسة السوق بعناية واستغلال الفرص المتاحة قبل ارتفاع الأسعار المحتمل في المستقبل. بالنظر إلى هذه التطورات، من المتوقع أن تستمر جدة في جذب الاستثمارات، حيث يركز المطورون على تحقيق نمو اقتصادي متوازن يعزز من دور المدينة كمركز تجاري وسياحي رائد في المنطقة. ومع تزايد الجهود لتحسين البنية التحتية، يُتاح للمستثمرين فرصاً متعددة في مجالات مثل الإسكان الفاخر والمنشآت السياحية، مما يعزز من جاذبيتها العامة. بشكل عام، يشير الخبراء إلى أن هذا النمو لن يقتصر على جدة وحدها، بل سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ككل، مع الاستفادة من الرؤية الاستراتيجية للمملكة.