حامد الغامدي يصدر سيرته الذاتية “الراعي والشاشة” خلال معرض الرياض للكتاب.

في معرض الرياض للكتاب، يقدم الإعلامي حامد الغامدي كتابه الذاتي الملهم “الراعي والشاشة”، الذي يغوص في تجاربه الأولى كراعٍ في جبال السراة. يروي الغامدي كيف بدأ شغفه بالقراءة والمعرفة منذ الصغر، حيث كان يجوب الكيلومترات بحثًا عن المعرفة رغم صعوبات الحياة اليومية. هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو رحلة تعكس التغيرات الشخصية والاجتماعية، من حياة فتى بسيط في المناطق الجبلية إلى وجه مألوف على شاشة التلفزيون السعودي. من خلال صفحاته، يبرز الغامدي أهمية الإصرار والطموح في تحقيق الأحلام، مستذكرًا تفاصيل الحياة اليومية في الباحة والقيم الأسرية التي شكلت شخصيته.

الراعي والشاشة: رحلة الكفاح والنجاح

يعيد الكتاب إحياء ذكريات الطفولة للغامدي، حيث يصف كيف كان يرعى الأغنام في قمم الجبال العالية، محاطًا برائحة الحناء وصوت الأجداد الذين عملوا بجهد وإخلاص. هذه الفقرات الأولى في الكتاب تكشف عن ارتباطه العميق بالجذور الثقافية والاجتماعية، حيث يظهر كيف تحول ذلك الراعي الشاب إلى إعلامي بارز. مع مرور السنين، أصبح الغامدي رمزًا للتحدي الشخصي، حيث يروي قصصه عن البحث عن العلم في ظل الظروف القاسية، مثل قطع المسافات الطويلة للوصول إلى مدارس ومكتبات نائية. الكتاب يسلط الضوء على مراحل حياته المهمة، من الأيام الأولى في السراة إلى الظهور على الشاشة، مما يجسد قصة نجاح حقيقية تعلم الجميع أهمية الإرادة القوية.

رحلة من الجذور إلى الشهرة

يستمر الكتاب في استكشاف العناصر العاطفية في حياة الغامدي، حيث يعبر عن حنينه الدائم إلى ماضيه، مقارنًا بين حياة الريف البسيطة والعالم الإعلامي المتطور. في فصوله، يصف الغامدي كيف ساعدت ذكريات أمهات وجداته في بناء شخصيته القوية، مع التركيز على قيم العمل الدؤوب والإخلاص التي ورثها من أجداده. هذا الاستلهام من الماضي يمنح القارئ نظرة عميقة على كيفية تحول الشغف الشخصي إلى مسيرة مهنية ناجحة. من خلال سرد حكاياته عن التحديات التي واجهها، يبرز الكتاب أهمية التعليم والثقافة في تغيير حياة الأفراد، محولًا قصة فردية إلى دروس عامة للجميع. على سبيل المثال، يتحدث عن كيف ساعدت قراءته الأولى في تطوير مهاراته الإعلامية، مما أدى إلى انطلاقه نحو الشاشة كمحترف. هذه الرحلة ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي دعوة للجميع للعودة إلى جذورهم واستغلالها لتحقيق الطموحات. في النهاية، يختتم الكتاب بتصوير الغامدي كقدوة للشباب، مشجعًا على بناء مستقبل أفضل من خلال الإلهام بالماضي. هذا النسيج الغني من الذكريات والدروس يجعل “الراعي والشاشة” عملًا أدبيًا يتجاوز السيرة الشخصية ليصبح مصدر إلهام لأجيال.