الحكومة الفرنسية، من خلال وكالة بيزنس فرانس، أطلقت برنامجًا يهدف إلى تعزيز نمو الشركات الفرنسية الناشئة والمبتكرة في السعودية، مما يمكنها من التوسع والتنمية في سوق إقليمي حيوي. يركز هذا البرنامج على تقديم دعم إستراتيجي شامل، بما في ذلك الموارد والمتابعة لمساعدة هذه الشركات على التكيف مع التحديات المحلية، كما أكدت كلير دوفيرني بريت، مستشارة الاتصالات والتسويق في الوكالة.
دعم الشركات الفرنسية في السعودية عبر بيزنس فرانس
يعد برنامج “بوستر غرو جلوبال السعودية” جزءًا من جهود واسعة لبيزنس فرانس لتعزيز الاقتصاد الفرنسي في الخارج، حيث يشمل دعمًا لمشاريع في قطاعات متعددة مثل الطاقة المتجددة، وتطوير المشاريع الكبرى مثل نيوم والعلا، بالإضافة إلى استكشاف فرص في صناعة السيارات بالهيدروجين مع شركة أرامكو السعودية. تفيد هذه المبادرات في تعزيز نمو الشركات الفرنسية، مدعومة بإصلاحات رؤية 2030 التي خلقت بيئة استثمارية جذابة. كما تشمل النشاطات الفرنسية في السعودية قطاعي البنية التحتية والتكنولوجيا، حيث ساهمت عوامل مثل زيادة الاستثمارات المباشرة بنسبة 180% على مدار خمس سنوات، لتصل إلى حوالي 16 مليار يورو، في دفع التوسع السريع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بيزنس فرانس تعمل كوكالة حكومية فرنسية على تحفيز التنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي، من خلال دعم الاستثمارات في الخارج. في السعودية، حصلت الشركات الفرنسية على أكثر من 500 ترخيص استثماري، مع إصدار 117 ترخيصًا جديدًا في 2024 وحدها، مما يجعل فرنسا أكبر مصدر لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بين دول مجموعة العشرين، بقيمة تجاوزت 11.2 مليار ريال في 2023. هذا الارتفاع يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أسست نحو 30 شركة فرنسية مقراتها الإقليمية في الرياض.
نمو الاستثمارات الفرنسية في السعودية
من المقرر أن تنظم الشركات الفرنسية فعالية “تمكين مستقبل التقنية السعودية” في الدرعية خلال الأيام المقبلة، لتكون منصة حيوية للتواصل والتعاون بين نخبة المستثمرين والحكومة والمبتكرين. هذه الفعالية لن تكتفي بالحوارات، بل ستشمل تكريم الشركة الأكثر ابتكارًا، مع إمكانية عقد شراكات وتوقيع عقود تجارية. كما سيشهد الفترة من 23 نوفمبر إلى 4 ديسمبر جولة ترويجية في الرياض وجدة والدمام، حيث ستعرض شركات مثل “ملاذ على القمر”، التي تهدف إلى حفظ إرث الإنسانية عبر إرسال كبسولة زمنية إلى القمر مع تسليط الضوء على الثقافة العربية، و”سيواردز” المتخصصة في حماية النظم البيئية البحرية، و”نوتروبي” التي تقدم بدائل ألبان خالية من المنتجات الحيوانية عبر التخمير الدقيق، بالإضافة إلى “فيليجران” و”جيت جارديان” في مجال الأمن السيبراني. هذه الشركات ستلتقي مع مستثمرين سعوديين لتعزيز فرص النمو المستدام، مما يؤكد دور السعودية كمركز إقليمي للابتكار، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية. هذه الجهود تشكل خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي والمستدام، مع الاستفادة من الفرص الواعدة في السعودية.
تعليقات