حامد بن عقيل يصدر ملحمة شعرية بعنوان “الوحدة حرية حزينة” تقاوم الظلم بشكل قوي

يستكشف كتاب “الوحدة حرية حزينة” للشاعر حامد بن عقيل عوالم الآلام الإنسانية، حيث يجسد في قصائده صرخات المظلومين والمهمشين، محولاً أحلامهم المكسورة إلى أناشيد شعرية تتحدى الظلم والقمع. يبدأ الكتاب برحلة داخل نفس الإنسان العادي، الذي يواجه وحدته كنوع من الحرية المشوبة بالحزن، كما في قصيدة تروي قصة رجل يتأمل فقدان زوجته في مدينة بعيدة، حيث يتحول حزنه إلى أغنية تعبر عن مقاومة الألم في أرجاء العالم.

كتاب الوحدة حرية حزينة: رؤية شعرية للواقع المعطوب

في هذا الكتاب الذي يمتد على 88 صفحة ويصدر عن دار نشر “محترف أوكسجين”، يعيد بن عقيل صياغة الواقع من خلال قصائد مكثفة ومؤثرة، تشبه اللافتات المنيرة في طريق مظلم، تدفع القارئ نحو اكتشاف معان جديدة للحياة. يستلهم الشاعر من تجارب المهمشين، مثل القراصنة والسكارى والنساء الوحيدات والأطفال الذين خسرت أحلامهم، ليبني سرده الشعري على أساس من الحب والجمال النابع من الضعف. تبرز في الكتاب قصائد مثل “حياد من امتلك العالم”، حيث يتصور الشاعر ملائكة تتجول في أرض مدمرة، تعبر عن اللامبالاة تجاه المعاناة الإنسانية، محولة ذلك إلى دعوة للتمرد والتغيير.

يتميز عمل بن عقيل بالجرأة في التعبير، حيث يجمع بين التهكم والصراخ والتأوه، ليأخذ القارئ في رحلة عبر التاريخ، من ملاحم العصور القديمة إلى معارك العصر الحديث. هذه القصائد ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة لإعادة تعريف الحرية كشعور يولد من الوحدة والألم، متسلحة بالتجريب الشعري لتحقيق نقاء إنساني في عالم مليء بالفوضى. حضر الكتاب في معرض الكتب بالرياض، مما يعكس أهميته في الساحة الثقافية، حيث يدعو للتأمل في قضايا الظلم واللامبالاة التي تواجه المجتمعات.

قصائد الحرية والألم: تجسيد للروح الإنسانية

تعكس قصائد الكتاب جوهر النزاع الداخلي للإنسان، حيث يواجه الشاعر الواقع بجرأة، مستمدًا قوته من أصوات المقهورين. في هذه الأشعار، يصبح الحزن فناً يقاوم الاستبداد، وتحول الأحلام المحطمة إلى قصص تلهم التغيير. بن عقيل يستخدم لغة محكمة، تجمع بين الجمال والواقعية، ليصور كيف يمكن للوحدة أن تكون مصدراً للحرية، على الرغم من حزنها. هذا الكتاب ليس فقط جمعاً للقصائد، بل هو دعوة للقارئ للانخراط في رحلة بحث عن المعنى، من خلال استكشاف الجمال في التشرد والقمع. يستمر الشاعر في توظيف رموز مثل الملائكة والأرض المدمرة، ليبرز كيف يمكن للفن أن يعيد ترتيب العالم، محولاً اليأس إلى أمل يدفع نحو نزاهة أكبر في الحياة. بهذا، يرسم بن عقيل لوحة شعرية تعبر عن الإنسانية في أبهى صورها، متحدياً القراء لإعادة النظر في أوجاعهم الخاصة ومحاولة تحويلها إلى قوة.