أعلن مسؤولون إسرائيليون حديثًا عن تباطؤ محتمل في خطة الانسحاب من قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالخطط السابقة. في ظل التوترات الجيوسياسية، يبدو أن القرارات الأخيرة تركز على الحفاظ على السيطرة الأمنية، خاصة في المناطق الحساسة، رغم الضغوط الدولية.
تراجع إسرائيل عن الانسحاب من غزة
في خطوة تراها كثيرون عودة إلى الوراء، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش لن ينسحب بالكامل، بل سيعيد التمركز في مناطق استراتيجية داخل غزة لضمان السلامة. وقال كاتس في خطاب ألقاه في القدس، إن هذا القرار يهدف إلى حماية المصالح الإسرائيلية وإنهاء تهديدات حركة حماس، مع التأكيد على أن عملية نزع السلاح ستستمر سواء دبلوماسيًا أو عبر العمليات العسكرية. وأضاف أن الضغوط على حماس، بما في ذلك النزوح الجماعي الذي أجبر ما يقرب من 900 ألف شخص على الرحيل جنوبًا، قد فتحت الباب لمبادرات جديدة مثل تلك التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق. وفي حال عدم الالتزام بإطلاق الأسرى، هدد بتصعيد الرد العسكري لفرض السيطرة الكاملة.
تغيير موقف إسرائيل تجاه غزة
يبدو أن الأسباب الرئيسية لهذا التحول تكمن في الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيبقى في مواقع حاسمة مثل المنطقة العازلة وتلة الـ70، التي توفر مراقبة واسعة على شمال غزة. هذه المناطق، بما في ذلك محور فيلادلفي على الحدود مع مصر، تعد محورية لمنع أي تهديدات مستقبلية. وفقًا لمصادر إسرائيلية، تم نقل هذه التفاصيل إلى الولايات المتحدة كجزء من خطة شاملة تهدف إلى تعزيز السيطرة دون الانسحاب التام. كما أن هذا التحول يرتبط بالمفاوضات الدبلوماسية، حيث أعلن نتنياهو إرسال وفد إلى مصر لإنهاء التفاصيل التقنية في بضعة أيام، مع التركيز على اتفاقيات لإفراج عن الأسرى مقابل التزامات أمنية. ومن جانبها، أشارت مصادر مصرية إلى عقد مباحثات غير مباشرة بين الأطراف المعنية، بينما يتجه مبعوثون أمريكيون إلى القاهرة لدعم هذه الجهود.
في السياق نفسه، يبرز دور الضغوط الدولية في تشكيل هذا الموقف الجديد، حيث يرى مراقبون أن فكرة نزع السلاح عن حماس وإعادة هيكلة غزة هي الركيزة الأساسية. على سبيل المثال، أكد كاتس أن الجهود ستستمر حتى يتم التخلص من أي مخاطر، مع الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على حماية الحدود ومنع أي عمليات معادية. هذا النهج يعكس تحولًا واضحًا في السياسة الإسرائيلية، الذي قد يؤثر على الوضع الإقليمي بأكمله، خاصة مع التزامات أمريكية جديدة تتعلق بمبادرة الحسم. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى حل دائم أم إلى مزيد من التوترات، فيما يشكل تحديًا للجهود الدبلوماسية في المنطقة.
تعليقات