أوبك+ تحت رئاسة السعودية يعلن زيادة إنتاج النفط بـ137 ألف برميل يوميًا في نوفمبر

في خضم التطورات الاقتصادية العالمية، التي تشهد تحسنًا في سوق النفط، عقدت الدول الأعضاء في تحالف “أوبك+” اجتماعًا افتراضيًا لمناقشة المخزونات والآفاق المستقبلية. كانت المملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان من بين الدول الثماني التي شاركت في هذا الاجتماع الذي عقد في 5 أكتوبر 2025. خلال البيان الرسمي الصادر من وزارة الطاقة السعودية، تم الإعلان عن قرار استراتيجي لتعزيز الإمدادات النفطية، مع التركيز على الاستجابة للمؤشرات الإيجابية مثل انخفاض المخزونات العالمية، مما يعكس ثقة الدول الأعضاء في استقرار السوق.

أوبك+ تعزيز الإنتاج بـ137 ألف برميل يوميًا

يُعد هذا القرار خطوة مهمة في استراتيجية التحالف، حيث وافقت الدول الأعضاء على زيادة الإنتاج النفطي بنحو 137 ألف برميل يوميًا، كجزء من التعديلات التطوعية الإضافية التي تبلغ إجماليها 1.65 مليون برميل يوميًا. هذا التحرك يأتي كرد فعل للتحسن الواضح في الظروف الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض مستويات المخزونات النفطية العالمية، والذي يشير إلى زيادة الطلب العالمي. من المتوقع أن يساهم هذا التعديل في تعزيز التوازن بين العرض والطلب، مع الحفاظ على استقرار الأسعار، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية. الدول الأعضاء، التي تضم اقتصادات رئيسية في إنتاج النفط، تركز على أهمية هذا القرار في دعم النمو الاقتصادي العالمي، مع الالتزام بمراقبة التغييرات السوقية بشكل مستمر.

تعزيز الإمدادات النفطية

سيبدأ تنفيذ هذا التعديل الجديد اعتبارًا من نوفمبر 2025، مع الخيار لإعادة تفعيل جزء أو كل كميات التخفيض الأصلية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، بناءً على تطورات السوق. يتضمن ذلك نهجًا حذرًا يتيح المرونة للتحكم في الإنتاج، سواء من خلال إيقاف التعديلات أو عكسها إذا لزم الأمر، لضمان الحفاظ على الاستقرار. الدول الأعضاء تؤكد التزامها بإعلان التعاون الدولي، الذي يشمل آليات لمراقبة الالتزام بالتعديلات الطوعية والتعويض عن أي زيادات في الإنتاج تجاوزت الحدود المحددة منذ يناير 2024. في هذا السياق، من المقرر عقد اجتماعات شهرية لتقييم الوضع، مع التركيز على مستوى الالتزام والتنفيذ، حيث يُعقد الاجتماع التالي في 2 نوفمبر 2025. هذه الخطوات تعكس التزام التحالف بتعزيز الشفافية والتنسيق لمواجهة التحديات المستقبلية.

من جانب آخر، تشهد الاقتصادات الأعضاء، خاصة السعودية، تحسنًا ملحوظًا في قطاعات غير النفطية، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية. على سبيل المثال، شهد سوق الأسهم السعودية جذبًا قويًا للطروحات الجديدة، بزيادة بلغت 34% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مما يعزز الثقة في الاستثمارات المحلية. هذه التطورات تبرز كيف يمكن لقرارات أوبك+ أن تسهم في تعزيز النمو الشامل، مع التركيز على الابتكار والتنويع الاقتصادي. في الختام، يمثل هذا القرار مثالًا على كيفية استخدام التنسيق الدولي لتحقيق الاستقرار النفطي، مع الحرص على مراقبة التغييرات لضمان استمرارية الإمدادات وضمان النمو الاقتصادي المستدام في ظل التحديات العالمية. يظل التركيز على المرونة والتكيف مع السوق أمرًا أساسيًا لنجاح هذه الاستراتيجية على المدى الطويل.