أكّد مسؤول كبير في حركة حماس أن مصر ستنظم مؤتمراً لجمع الفصائل الفلسطينية، بهدف تحديد مسار قطاع غزة بعد انتهاء الصراع. وفقاً للتصريحات، ستستضيف مصر حواراً داخلياً فلسطينياً يركز على تعزيز الوحدة الوطنية وإدارة شؤون غزة، مع التركيز على آليات الحكم المستقبلي. هذا الاجتماع يأتي في ظل جهود دولية لإنهاء التوترات، حيث يتضح أن الفصائل المعنية ستشارك في مناقشة التفاصيل الدقيقة للسلام والإصلاحات.
حماس ومستقبل غزة بعد الحرب
في تفاصيل الإعلان، أكد المسؤول أن هذا المؤتمر سيتمحور حول بناء إطار شامل لإدارة غزة، مع مراعاة التحديات السياسية والأمنية. لم يحدد تاريخاً محدداً لبدء المناقشات، لكنه أشار إلى أن وفداً من حماس سيزور القاهرة مساء السبت لإجراء مفاوضات أولية. بالتوازي مع ذلك، يتجه المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى مصر نهاية الأسبوع لمناقشة إطلاق سراح الرهائن، بعد موافقة حماس على ذلك، بالإضافة إلى جوانب أخرى من خطة السلام الأمريكية. هذه الخطة، التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب، تتضمن وقفاً لإطلاق النار وإنشاء هيكل حكم مؤقت في غزة، يشمل هيئة دولية شاملة تساعد في الإدارة.
الفصائل الفلسطينية وخطط السلام
تعتمد خطة ترامب على هيكل انتقالي يتكون من مستويين للحكم: هيئة دولية برئاسة ترامب نفسه، تشمل أعضاء من دول أخرى مثل الرئيس البريطاني السابق توني بلير، بالإضافة إلى لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية. هذا الإطار يهدف إلى دعم قوات الأمن في غزة من خلال قوة استقرار دولية مؤقتة، تتكون من شركاء عرب ودوليين، وتشمل التعاون مع مصر والأردن في تدريب الشرطة الفلسطينية. وفقاً للخطة، ستستمر هذه الحكومة الانتقالية حتى تكمل السلطة الفلسطينية برنامج إصلاحها، مما يسمح لها باسترجاع السيطرة على غزة بطريقة آمنة، على الرغم من عدم تحديد جدول زمني واضح.
أما رد حماس على هذه الخطة، فقد جاء يوم الجمعة دون التزام بجميع بنودها، خاصة تلك المتعلقة بإنشاء لجنة رقابة دولية. مع ذلك، أكدت الحركة أنها مستعدة لمناقشة قضايا مستقبل غزة والحقوق الفلسطينية في سياق وطني شامل. حماس شددت على أنها ستشارك مسؤولية كاملة ضمن إطار فلسطيني موحد، مما يعكس رفضها لأي اقتراح يستبعدها من الحكم في غزة. هذا النهج يبرز التوترات بين الجانبين، حيث تطالب الحركة بضمان دورها في أي اتفاق سلام مستقبلي، مع الحرص على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. في السياق نفسه، تشمل الخطة الأمريكية جهوداً لإنشاء آليات سلام دائمة، مثل تدريب قوات أمنية محلية ودعم الإصلاحات الاقتصادية، لكن حماس نفت التزامها بأي بنود تتجاوز إطلاق الرهائن.
مع تقدم المفاوضات، يبدو أن العملية الدبلوماسية تتجه نحو حل وسطي، حيث تؤكد مصر دورها كوسيط رئيسي في جمع الفصائل. هذا الاجتماع في القاهرة قد يفتح الباب أمام اتفاقيات أوسع، تشمل إعادة إعمار غزة وتعزيز الوحدة بين الفلسطينيين، رغم التحديات السياسية المستمرة. في النهاية، يركز الجميع على بناء مستقبل أكثر استقراراً، مع الاعتراف بأهمية الجهود الدولية في تحقيق السلام.
تعليقات