بالأرقام: تهميش لاعبي السعودية يُشكل أكبر أزمات رونار في تصفيات كأس العالم

بالنظر إلى الاستعدادات المكثفة للمنتخب السعودي، يبرز تحدي عدم جاهزية كافية لمعظم لاعبيه، حيث يواجه الفريق صعوبة في بناء ديناميكيته قبل المباريات الحاسمة. مع اقتراب انطلاق الملحق الآسيوي لكأس العالم 2026، يركز الجهاز الفني بقيادة هيرفي رينارد على تعزيز الروح الجماعية، خاصة أمام مواجهة إندونيسيا ثم العراق، في مجموعة تشمل تحديات كبيرة. الفريق يسعى لتحقيق إنجاز جديد بتأهله للمونديال السابع، مستذكرًا صعوده إلى دور الـ16 في 1994، لكن الواقع يظهر تباينًا في مستوى اللاعبين بسبب محدودية مشاركاتهم في الدوري المحلي.

استعدادات المنتخب السعودي للملحق الآسيوي

يواصل المنتخب السعودي جهوده لتحقيق التوازن بين اللاعبين، رغم التحديات التي يواجهها في ضمان الجاهزية الكاملة. قائمة الـ28 لاعبًا التي أعلنها رينارد تشمل مزيجًا من الحراس والمدافعين والوسط والمهاجمين، لكن التركيز يركز على قلة المشاركات في الدوري السعودي، حيث لم يتمكن سوى ثلاثة لاعبين فقط من خوض أربع مباريات كاملة هذا الموسم. هذا الواقع يعكس اعتماد الأندية المحلية على المحترفين الأجانب، مما قلل من فرص اللاعبين المحليين في الحصول على دقائق كافية، وهو أمر قد يؤثر على أداء الفريق في المباريات القادمة. مع اقتراب المواجهة الأولى أمام إندونيسيا في جدة، يعمل رينارد على دمج هؤلاء اللاعبين بشكل فعال، خاصة أن الفائز في المجموعة سيضمن مقعدًا مباشرًا في النهائيات، بينما ينتظر الثاني فرصة في الملحق العالمي.

جاهزية فريق الأخضر نحو كأس العالم

من بين اللاعبين، يبرز الثلاثي سالم الدوسري، حسان تمبكتي، وسعد آل موسى كأبرز العناصر الجاهزة، إذ شارك كل منهم لمدة 360 دقيقة كاملة في الجولات الأولى من الدوري، مما يجعلهم الركائز الدفاعية والإهلاكية الرئيسية. الدوسري، كقائد للهلال، ساهم بصنع ثلاثة أهداف، بينما قدم تمبكتي وآل موسى أداءً متميزًا في الدفاع. ومع ذلك، يظهر تباين واضح في بقية القائمة، خاصة في حراسة المرمى حيث لم يحصل نواف العقيدي إلا على 90 دقيقة قبل إصابته، وراغد النجار على 180 دقيقة، في حين لم يلعب عبدالرحمن الصائبي ومحمد اليامي أي مباريات. في الدفاع، يأتي علي مجرشي بـ301 دقيقة، متبوعًا بجهاد ذكري ومتعب الحربي بأقل من ذلك، مما يدفع رينارد للاعتماد على الأكثر نشاطًا. أما في الوسط، يتقدم مصعب الجوير بـ316 دقيقة، يليه ناصر الدوسري بـ285 دقيقة، بينما يعاني محمد كنو من نقص الفرص. في الهجوم، يتألق الدوسري مجددًا بـ360 دقيقة، مع مروان الصحفي بـ338 دقيقة، وأيمن يحيى بـ317 دقيقة، لكن الآخرين مثل عبدالرحمن العبود يقتصرون على 109 دقائق فقط. هذه التفاوتات تكشف عن تحديات جسيمة، حيث لم يحصل أكثر من ثلث اللاعبين على وقت لعب كافٍ، مما قد يؤثر على الاستعداد العام.

في الختام، يواجه المنتخب السعودي اختبارًا حقيقيًا في مواجهة إندونيسيا يوم الأربعاء المقبل، ثم العراق في 14 أكتوبر، حيث ستكون هذه المباريات حاسمة لتحديد المتأهل إلى مونديال 2026 المقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. مع طموح السعودية في تحقيق مشاركتها السابعة، يتطلب الأمر من رينارد إدارة هذه الاختلافات في الجاهزية بذكاء، لضمان أداء متوازن وتجنب أي نقاط ضعف قد تكلف الفريق الفرصة. تصعد آسيا ثمانية منتخبات مباشرة، ويتنافس التاسع في الملحق العالمي، لذا يجب على “الأخضر” الاستفادة من كل دقيقة تدريبية لتعزيز فرصه في التأهل. هذا التحدي يعكس أهمية بناء الفريق على أسس قوية، رغم الاعتماد الواضح على بعض النجوم البارزين، مما يجعل المستقبل مفتوحًا للمفاجآت في طريق كأس العالم.