ملتقى الصيادين في عجمان: نحو استدامة الموارد الطبيعية

ملتقى الصيادين في عجمان يسلط الضوء على استدامة الموارد الطبيعية – الإصدار الـ25

بقلم: [اسم الكاتب المفبرك، مثل: أحمد الخليفي]
تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2023

في قلب الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في مدينة عجمان الساحلية، انعقد مؤخراً ملتقى الصيادين الإصدار الـ25 (25H)، وهو حدث سنوي يجمع بين صيادي المنطقة والخبراء البيئيين لمناقشة قضايا حيوية تتعلق بصناعة الصيد واستدامة الموارد الطبيعية. نظم الملتقى، الذي استمر لثلاثة أيام، بمبادرة من هيئة الصيد في عجمان بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه، وشهد حضوراً كبيراً من الصيادين المحليين، المتخصصين العلميين، والممثلين الحكوميين. كان التركيز الرئيسي على تحقيق توازن بين استغلال موارد البحر وصيانتها للأجيال القادمة، في ظل التحديات البيئية التي تواجه المنطقة.

أهمية الملتقى في سياق الاستدامة

يعاني قطاع الصيد في الإمارات من ضغوط متزايدة بسبب التغير المناخي، التلوث، والصيد غير المشروع، مما أدى إلى نقصان بعض الأنواع السمكية. وفقاً لتقرير الهيئة الاتحادية للبحث البحري، انخفضت كميات الأسماك في مياه الخليج بنسبة تصل إلى 30% خلال العقد الماضي. يأتي ملتقى الصيادين في عجمان كمنصة حيوية للعمل على حلول عملية، حيث يسلط الضوء على استراتيجيات الاستدامة مثل تنفيذ تقنيات الصيد المستدامة، حماية المحميات البحرية، وتعزيز الزراعة السمكية.

افتتح الملتقى سعادة الشيخ [اسم مشارك، مثل: الشيخ محمد بن راشد]، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أن “الاستدامة ليست خياراً فحسب، بل ضرورة لضمان استمرارية اقتصادنا البحري. نحن في عجمان ملتزمون ببناء مستقبل أخضر يحافظ على تراث الصيد مع الحفاظ على التوازن البيئي”. تناولت الجلسات الرئيسية مواضيع متنوعة، منها تقنيات الصيد الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتجنب الإفراط في الصيد، ودور الشباب في تعزيز الوعي البيئي.

الجوانب الرئيسية للنقاش

كان أحد أبرز الجلسات حول “استدامة الموارد الطبيعية في ظل التغير المناخي”، حيث شارك خبراء من منظمة الأغذية والزراعة (FAO) في تقديم دراسات حالة عن نجاح برامج الصيد المستدام في دول الخليج. على سبيل المثال، ناقش الدكتور فاطمة الزعبي، خبيرة في علم البيئة البحرية، كيف يمكن للصيادين في عجمان الاستفادة من أدوات مثل شبكات الصيد الودية مع البيئة، التي تقلل من الأضرار على الأسماك غير المستهدفة والمرجانيات.

كما تم تخصيص جلسة للصيادين المحليين لمشاركة تجاربهم. قال أحد الصيادين، محمد العلي، الذي يمتلك قارباً صغيراً في عجمان: “كنا نرى أن الصيد يعني الربح الفوري، لكن الملتقى غير منظورنا. الآن، أدركنا أن الحفاظ على الموارد يعني استمرار مهنتنا. شاركنا في ورش عمل حول زراعة الأسماك، وسنطبق ذلك في مشاريعنا”. هذه الورش تضمنت تدريباً عملياً على استخدام تقنيات حديثة، مثل الاستشعار عن بعد لمراقبة كميات الأسماك، مما يساعد في منع الإفراط في الصيد.

النتائج والتوصيات

انتهى الملتقى بإصدار بيان مشترك يدعو إلى تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم مشاريع الاستدامة. من بين التوصيات الرئيسية: فرض قيود على موسم الصيد للسماح للأسماك بالتكاثر، وإنشاء برامج تدريبية للصيادين الشباب، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا في مراقبة الموارد البحرية. كما أعلن عن شراكة مع شركات دولية لتقديم دعم مالي لمشاريع الزراعة السمكية في عجمان.

الدروس المستفادة وآفاق المستقبل

يعد ملتقى الصيادين في عجمان نموذجاً لكيفية دمج التراث الثقافي مع الابتكار البيئي. في ظل استراتيجية الإمارات نحو التنمية المستدامة، يؤكد هذا الحدث على أهمية المشاركة المجتمعية في مكافحة التغير المناخي. مع الإصدار الـ25، يبرز الملتقى كقوة دافعة للتقدم، محفزاً الجميع على تبني ممارسات مستدامة. في النهاية، إذا استمر هذا الالتزام، فإن عجمان يمكن أن تكون رائدة في المنطقة للحفاظ على موارد البحر الغنية.

هذا الحدث يذكرنا بأن الاستدامة ليست مجرد كلمة، بل عمل يومي. دعونا نأمل أن يلهم الإصدار القادم المزيد من الجهود لبناء عالم أكثر أماناً للبيئة البحرية. للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع هيئة الصيد في عجمان.