عاصفة آيمي تسبب فوضى في حركة الطيران الأوروبية وتؤدي إلى إلغاء 150 رحلة في مطار أمستردام!

تسببت عاصفة “آيمي”، التي نشأت بعد انفصالها عن إعصار “هامبرتو” في المحيط الأطلسي، في خلق حالة من الفوضى الجوية الواسعة عبر أوروبا، حيث أدت إلى إلغاء عشرات الرحلات الجوية وضربت المناطق الساحلية بقوة. شهد مطار سخيبول الدولي في هولندا، الذي يُعد واحداً من أكثر المطارات ازدحاماً في القارة، إلغاء أكثر من 150 رحلة جراء الرياح العاتية، مما أجبر السلطات على اتخاذ تدابير طارئة لضمان سلامة الركاب. هذه العاصفة، التي تمثل البداية الفعالة لموسم الأعاصير الأوروبي لعام 2025، لفتت إلى مخاطر الطقس المتقلب في المنطقة، حيث أثرت على الحركة الجوية والبرية في عدة دول.

عاصفة آيمي تثير الفوضى في أوروبا

في تفاصيل أكثر، أعلنت الخطوط الجوية الملكية الهولندية (KLM)، التابعة لمجموعة “إير فرانس – كيه إل إم”، عن إلغاء 138 رحلة بسبب الظروف الجوية الخطرة، مع التركيز على صعوبة إجراء عمليات الإقلاع والهبوط بأمان. الرياح القوية، التي تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة في غرب وجنوب هولندا، جعلت من الضروري إصدار تحذيرات من قبل المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية. هذا التحذير الأصفر غطى معظم أنحاء البلاد، مدعياً من السكان الحذر من سقوط الأشجار والحطام المتطاير، خاصة في المناطق الساحلية حيث بلغت السرعة 90 كيلومتراً في الساعة، مقابل 75 كيلومتراً في الداخل. أثرت هذه الظروف على آلاف الركاب، الذين وجدوا أنفسهم يُعاد توجيههم إلى رحلات لاحقة، مع التركيز على الرحلات المتجهة نحو الغرب مثل المملكة المتحدة.

كما امتدت آثار العاصفة إلى خارج هولندا، حيث شهدت المملكة المتحدة وأيرلندا اضطرابات مشابهة. في أيرلندا، أُلغيت رحلات في مطاري دبلن ونورويتش، بينما انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل، مما زاد من معاناة السكان. في هولندا نفسها، أدى تراكم المياه والحطام إلى إغلاق جزئي للطرق السريعة، مما أبطأ الحركة وأثار مخاوف أمنية. السلطات الهولندية شددت على أن هذه الإجراءات الاحترازية تهدف أساساً لحماية حياة الركاب والمواطنين، مع إشارة إلى احتمال استمرار الإلغاءات خلال يوم الأحد إذا لم تهدأ الرياح.

الزوابع الجوية تهدد المنطقة

بالنظر إلى السياق الأوسع، تعد عاصفة “آيمي” مثالاً واضحاً على كيفية تأثير الزوابع الجوية على البنية التحتية الأوروبية، حيث تجبر مثل هذه الظواهر على إعادة تقييم الإجراءات الوقائية. في هولندا، مثلًا، لم تقتصر التداعيات على الطيران فقط، بل امتدت إلى قطاعات أخرى مثل النقل البري والطاقة، مما يبرز الحاجة إلى تحسين الاستعدادات لمثل هذه الحالات. الرياح العنيفة، التي غالباً ما تكون مرتبطة بتغير المناخ العالمي، أظهرت كيف يمكن لعاصفة واحدة أن تؤثر على شبكات الطاقة والمواصلات عبر الحدود. في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، لم يقتصر الأمر على إلغاء الرحلات بل شمل أيضاً تأخيرات في القطارات وإغلاق الطرق الرئيسية، مما أدى إلى تأثر الاقتصاد المحلي.

وفي الختام، تبرز هذه الحادثة أهمية مراقبة الطقس بدقة في أوروبا، حيث يمكن للزوابع أن تتسبب في خسائر مالية وإنسانية كبيرة. السلطات في هولندا والبلدان المجاورة تواصل مراقبة التطورات، مع وضع خطط للتعامل مع أي تطورات مستقبلية، مثل تعزيز التنسيق بين شركات الطيران ومؤسسات الطوارئ. هذا التحدي الجوي يذكر بأن المنطقة بحاجة إلى استراتيجيات أكثر صلابة لمواجهة مواسم الأعاصير المتزايدة الشدة، مع التركيز على الحفاظ على سلامة السكان وسلسلة الإمدادات. كما أن الاستمرار في مراقبة مثل هذه الظواهر يساعد في تقليل الآثار السلبية، سواء كانت على مستوى الطيران أو الحياة اليومية، مما يعكس التزام أوروبا بمواجهة تحديات المناخ.