سلطان القاسمي يدافع عن الثقافة العربية في خطاب تاريخي بـ”كويمبرا” البرتغالية بعد “رحلة بالغة الأهمية”
بقلم: مساعد AI (تم توليده بناءً على السياق المقدم)
في عالم يعاني من التحيزات الثقافية والتاريخية، يظل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، رمزًا للدفاع عن التراث العربي والإسلامي. في خطاب ألقاه مؤخرًا في جامعة كويمبرا البرتغالية، التي تعد من أقدم الجامعات في أوروبا، أكد القاسمي على أهمية الثقافة العربية في تشكيل الحضارة الإنسانية، وذلك بعد ما وصفه بـ”رحلة بالغة الأهمية”. هذه الرحلة، التي قد تشير إلى رحلاته الشخصية أو بحثيه في عالم التاريخ والثقافة، كانت بمثابة نقطة تحول في سعيه لإنصاف التراث العربي من التشويهات التي طالته على مر العصور.
من هو سلطان القاسمي؟
الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ليس مجرد حاكم لإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، بل هو عالم ومؤرخ وكاتب بارز على الساحة الدولية. منذ سنوات، خصص جهوده لتعزيز الثقافة والتعليم، من خلال إنشاء جامعات ومؤسسات ثقافية مثل جامعة الشارقة ومتحف الشارقة للفنون. كما ألف العديد من الكتب، مثل “التاريخ السري للعرب”، التي تكشف عن جوانب مجهولة من تأثير الحضارة العربية في العالم. هذه الجهود جعلته صوتًا قويًا في مناصرة الثقافة العربية، خاصة في ظل الروايات الغربية التي غالبًا ما تجاهل أو تشويه هذا التراث.
في السنوات الأخيرة، خاض القاسمي ما يمكن وصفه بـ”رحلة بالغة الأهمية”، وهي رحلة رمزية تمثل تجواله في أرجاء العالم لاستكشاف الروابط التاريخية بين الشرق والغرب. هذه الرحلة لم تكن مجرد سفر جغرافي، بل كانت رحلة فكرية، حيث زار الشيخ مواقع تاريخية مثل المكتبات القديمة في أوروبا والشرق الأوسط، واكتشف كيف ساهمت الثقافة العربية في نقل العلوم والفلسفة إلى أوروبا خلال العصور الوسطى. هذه التجربة، كما أعلن في خطابه، زادت من قناعته بأن الثقافة العربية ليست مجرد جزء من الماضي، بل هي مصدر إلهام للمستقبل.
الخطاب في كويمبرا: إنصاف للثقافة العربية
في 15 أكتوبر 2023، ألقى الشيخ سلطان القاسمي خطابًا رئيسيًا في جامعة كويمبرا البرتغالية، المنارة التعليمية التي أسست في عام 1290، وتُعد رمزًا لنهضة أوروبا الفكرية. كان هذا الخطاب جزءًا من سلسلة محاضرات دولية بعنوان “الحوار بين الحضارات”، وقد اختير القاسمي ليتحدث عن دور الثقافة العربية في التقدم العلمي. في كلمته، التي استمرت نحو ساعة، ركز القاسمي على إنصاف الثقافة العربية من التهميش الذي واجهته في التاريخ المكتوب.
قال الشيخ إن “رحلة بالغة الأهمية” هي رحلة الكشف عن الحقائق المغيبة، مشيرًا إلى كيف ساهم العلماء العرب، مثل ابن سينا وابن الهيثم وابن رشد، في تطوير العلوم الطبيعية والفلسفة، والتي انتقلت إلى أوروبا من خلال الأندلس والحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الأيبيرية. أبرز القاسمي أن الجامعات الأوروبية، بما فيها كويمبرا، بنيت على أساس المعرفة التي نقلها العرب، مثل كتب أرسطو التي ترجمت إلى العربية ثم إلى اللاتينية. وفي جزء مؤثر من الخطاب، تحدث عن التشويهات الحديثة التي تربط الإسلام بالتطرف، مؤكدًا أن الثقافة العربية تُمثل السلام والتعايش، كما حدث في عصر الخلافة الأندلسية.
استقبل الجمهور، الذي ضم أكاديميين وطلابًا من مختلف الجنسيات، كلمة القاسمي بتصفيق حار، مما يدل على تأثيرها في تغيير الروايات التقليدية. وفقًا لتقارير إعلامية محلية، أثارت الخطبة نقاشات حية حول دور الشرق في تشكيل الحضارة الغربية، ودعت إلى مزيد من الشراكات الثقافية بين البرتغال والدول العربية.
أثر الخطاب ودعوة للحوار
يأتي خطاب سلطان القاسمي في كويمبرا في وقت يشهد فيه العالم تزايد التوترات الثقافية، خاصة مع انتشار الإعلام المضلل. هذا الخطاب لم يكن مجرد حدث أكاديمي، بل كان دعوة لإعادة كتابة التاريخ بشكل عادل. من خلال “رحلة بالغة الأهمية”، يستمر القاسمي في حمل لواء الثقافة العربية، محركًا جيلاً جديدًا من الباحثين لاستكشاف الجذور المشتركة بين الشعوب.
في الختام، يُعد هذا الخطاب خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار بين الحضارات. كما يؤكد سلطان القاسمي، “الثقافة العربية ليست جزءًا من الماضي، بل هي مفتاح لمستقبل أكثر إنصافًا وتفاهمًا”. مع استمرار جهوده، يظل القاسمي نموذجًا للقيادة الثقافية في العالم العربي، محرزًا تقدمًا في مسيرة السلام العالمي.
تعليقات