وزير الثقافة السوري يقوم بزيارة معرض الرياض الدولي للكتاب، مؤشراً على الروابط الثقافية الدولية.
زار الدكتور محمد ياسين صالح، وزير الثقافة السوري، معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “الرياض تقرأ” في حرم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. خلال زيارته، تجول الوزير في مختلف الأجنحة، حيث اطلع على عروض دور النشر المتنوعة وعلى الأجنحة الثقافية للدول المشاركة، بما في ذلك جناح هيئة الأدب والنشر والترجمة نفسه، وجناح جمهورية أوزبكستان كضيف شرف المعرض هذا العام. كما استكشف مبادرات ثقافية سعودية أخرى، مثل الأركان التي تركز على البرامج الثقافية والفعاليات التفاعلية التي تجمع بين القراء والمبدعين ودور النشر في فضاء ثقافي مشترك. هذه الجولة لم تكن مجرد نظرة عابرة، بل شملت استماعًا تفصيليًا إلى شرح حول البرامج المصاحبة للمعرض، والتي تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والتفاعل بين الجمهور والمشاركين.
زيارة معرض الرياض الدولي للكتاب تحظى بإعجاب الوزير السوري
في سياق زيارته، أعرب الدكتور محمد ياسين صالح عن إعجابه الشديد بالتنظيم المتميز للمعرض وبالإقبال الواسع من الزوار، مشيدًا بدور المملكة العربية السعودية الريادي في دعم الثقافة والكتاب على المستوى العربي. قال الوزير إن ما شاهده يعكس حيوية المشهد الثقافي السعودي وانفتاحه على العالم، موضحًا أن هذا المعرض يمثل ملتقى حيويًا يؤكد على أهمية الثقافة في بناء الإنسان وتعزيز التواصل الحضاري. لقد شدد على كيفية تقديم المعرض مساحات تفاعلية تعزز التبادل الفكري، مما يساهم في إثراء الحياة الثقافية. هذه الزيارة ليست محصورة في الجانب الترفيهي، بل تبرز كفرصة لتعزيز الروابط بين الشعوب من خلال التراث الأدبي والفكري، حيث يتاح للزوار استكشاف أعمال أدبية متنوعة من مختلف الثقافات. كما أبرز الوزير الجهود السعودية في تنظيم مثل هذه الفعاليات، التي تجمع بين التقاليد والحداثة، مما يعكس التزام المملكة برفع مكانة الكتاب كأداة للتعليم والإلهام.
التعاون الثقافي كمرادف للتقارب العربي
وفي ختام زيارته، أكد الوزير السوري على أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين سورية والمملكة العربية السعودية، معتبرًا أن الحراك الثقافي في الرياض يمثل نموذجًا ملهمًا للتكامل العربي في مجالات الأدب والفكر والنشر. هذا التعاون ليس جديدًا، إذ يعود تاريخه إلى روابط تاريخية مشتركة بين البلدين، حيث يمكن لمثل هذه المعارض أن تكون جسورًا لتبادل الخبرات والأفكار. على سبيل المثال، يتيح المعرض منصات للمؤلفين السوريين والسعوديين لعرض أعمالهم، مما يعزز الوعي الثقافي ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في المجالات الإبداعية. كما أن البرامج التفاعلية، مثل الورش العملية والندوات، تساهم في دمج الجوانب التعليمية مع الترفيهية، مما يجعل الثقافة متاحة للجميع. هذا النموذج يمكن أن يُنسخ في دول أخرى لتعزيز الوحدة العربية، حيث يبرز كيف يمكن للكتاب أن يكون أداة للتصالح والتفاهم بين الشعوب. في الختام، يؤكد هذا المعرض دور الثقافة في بناء مستقبل أكثر تماسكًا، مع التركيز على أهمية دعم المبادرات الثقافية لتحقيق التقدم المشترك. بشكل عام، يمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو تعزيز الهوية العربية الجماعية من خلال التبادل المستمر للمعرفة والإبداع.
تعليقات