قصة مزاد علني يسجل أغلى صفقة في تاريخ السعودية.. تفاصيل مذهلة في عالم الأعمال

في الكواليس المظلمة لسوق الانتقالات، لا تُحسم الصفقات دائمًا على أرض المفاوضات المعلنة، بل خلف الأبواب المغلقة حيث تختلط المصالح بالأسرار، وتتصادم الطموحات مع الحسابات الدقيقة. هناك دائمًا لاعبون يختفون فجأة، وصفقات تنهار في اللحظة الأخيرة، بينما تولد أخرى من العدم لتصبح حديث الشارع الرياضي، تمامًا كما حدث في السوق السعودي مع صفقات كبرى تشهد كواليس خفية.

صفقة انتقال متعب الحربي إلى الهلال

يُعد انتقال متعب الحربي إلى صفوف نادي الهلال واحدة من أبرز القصص في عالم كرة القدم السعودية، حيث برز اللاعب كموهبة واعدة سرعان ما لفت الأنظار. بدأ مسيرته مع الفريق الأول لنادي الشباب في سن الـ19 عام 2020، مسجلاً 5 أهداف و12 تمريرة حاسمة في 107 مباريات، بالإضافة إلى أدائه المميز مع المنتخب الوطني تحت 23 عامًا، حيث سجل هدفين في 6 مباريات. هذا التألق جعله هدفًا رئيسيًا للأندية الكبرى مثل النصر والأهلي والهلال، مما أثار منافسة شرسة في سوق الانتقالات.

عملية نقل الحربي إلى الزعيم

عملية نقل متعب الحربي إلى الهلال كانت مليئة بالتفاصيل الخفية والمناورات، حيث كان اللاعب على وشك الانضمام إلى النصر في صيف 2024، بعد اتفاق مبدئي مع الشباب. ومع ذلك، تدخل الهلال في اللحظات الأخيرة غير المأمولة، حيث تمكن النادي من إنهاء الصفقة مقابل 123 مليون ريال، مما جعلها أغلى صفقة للاعب سعودي في التاريخ. كشف رئيس نادي الشباب السابق تفاصيل مذهلة، مشيرًا إلى أن تسريبات إعلامية متعمدة أدت إلى مزاد علني رفع من قيمة الصفقة، بينما عانى النصر من مشكلات إدارية أثرت على المفاوضات. الفرق كان واضحًا في النهج، حيث تم الاتصال المباشر من رئيس الهلال السابق لضمان الإنهاء السريع، مقابل عرض لاستعارة لاعب آخر، مما أكد فعالية الاستراتيجية في سوق الانتقالات.

بعد الانتقال، لم يحجز الحربي مكانًا أساسيًا فورًا في الهلال، لكنه أصبح خيارًا حاسمًا تحت قيادة مدربين مثل جورجي جيسوس وسيموني إنزاجي، حيث شارك في 42 مباراة وسجل هدفًا وثلاث تمريرات حاسمة. أحد أبرز ظهوره كان في مواجهة مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، حيث ساهم في فوز الهلال 4-3، مما أكد جودته كظهير أيسر مميز يجمع بين السرعة الدفاعية والمساهمة الهجومية. مميزاته الفنية، مثل دقة التمرير وقراءة الخصم، جعلته لاعبًا متعدد الاستخدامات، قادرًا على اللعب كظهير أو جناح أيسر، وهو ما يعكس أهميته في استراتيجيات الفريق. هذا الانتقال لم يكن مجرد صفقة مالية، بل درسًا في المنافسة الشديدة في سوق الانتقالات السعودية، حيث تتداخل الطموحات الرياضية مع الحسابات الإدارية لتشكل قصصًا تاريخية. في النهاية، يظل الحربي مثالاً حيًا على كيفية تحول اللاعبين الواعدين إلى رموز في أكبر الأندية، مع تأثيره الإيجابي على مستقبل الكرة السعودية.