في عالم الإنجازات الثقافية والاجتماعية، تبرز قصة نجاح تلهم الأجيال الشابة في المملكة العربية السعودية. الأستاذة رانية معلا، كمؤسسة ورئيسة مجلس إدارة الأكاديمية السعودية لفنون الطهي “زادك”، قد حققت خطوة بارزة في مسيرتها المهنية من خلال الفوز بجائزة دولية مرموقة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد تكريم شخصي، بل شهادة على دورها في تعزيز الابتكار الاجتماعي والتنمية المجتمعية، حيث تم منحها الجائزة خلال حفل رسمي أقيم في متحف غوغنهايم بمدينة بلباو الإسبانية. من خلال جهودها الدؤوبة، ساعدت معلا في دمج التعليم مع الحفاظ على الإرث الثقافي، مما يعكس التقدم الذي تشهده السعودية في مجال تمكين المرأة والشباب.
رانية معلا تحصد جائزة فير ساترداي
يُعد فوز رانية معلا بجائزة “فير ساترداي” العالمية لحظة فارقة في تاريخ الريادة السعودية، حيث أشاد منظمو الجائزة بدورها القيادي في تعزيز قيم الاستدامة والتعليم من خلال فنون الطهي. هذه الجائزة، التي أطلقت عام 2017، تهدف إلى تكريم الأفراد والمؤسسات الملهمة في المجالات الثقافية والاجتماعية، وتشمل بين فائزيها هذا العام شخصيات بارزة مثل جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، والصحفي مارتن وولف، والممثلة أدجوا أندوه. معلا نفسها نفتخر بأن هذا الإنجاز جاء بدعم من القيادة السعودية الرشيدة، خاصة الرئيس الفخري للأكاديمية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الذي ساهم في تحقيق رؤية الأكاديمية كمشروع وطني غير ربحي. الأكاديمية “زادك” ليست مجرد مركز تعليمي، بل منصة لإحداث التغيير الإيجابي من خلال منح الفرص للشباب عبر برامج دراسية بالشراكة مع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، مما يساعد في بناء جيل من الطهاة المحترفين يحافظون على التراث الثقافي السعودي.
الإنجازات الدولية للأكاديمية السعودية
مع تطور الأكاديمية “زادك”، يبرز دورها كجزء أساسي من رؤية المملكة 2030، حيث تركز على نقل الإرث الثقافي للمطبخ السعودي إلى العالم. خلال جلسة حوارية شاركت فيها معلا في الحفل، استعرضت تجربة الأكاديمية في تأهيل الشباب ليكونوا قادة في صناعة الطعام، مع التركيز على القيم الاجتماعية مثل الاستدامة البيئية والتراث الشعبي. هذا التكريم الدولي يعزز مكانة السعودية كمركز للابتكار، حيث ساهمت الأكاديمية في تقديم برامج تعليمية تعزز المهارات المهنية وتشجع على الابتكار في مجال الطهي. على سبيل المثال، من خلال شراكاتها مع جهات محلية ودولية، قامت بتقديم منح دراسية للشباب، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم القطاع الثقافي. بالإضافة إلى ذلك، فإن جهود معلا في الحفاظ على التراث الغذائي السعودي تجعلها نموذجًا يحتذى، حيث تدمج بين التقاليد القديمة والابتكارات الحديثة لتخلق تأثيرًا إيجابيًا على المستوى العالمي. هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية لمزيد من المبادرات التي تسعى الأكاديمية لتحقيقها، مثل توسيع الشراكات الدولية وإطلاق برامج جديدة تركز على الشفافية والأخلاقيات في صناعة الطعام. باختصار، يمثل فوز رانية معلا دليلاً على كيف يمكن للجهود الفردية أن تؤدي إلى تغييرات مجتمعية واسعة النطاق، مما يعزز من دور المملكة في الساحة الدولية.
تعليقات