الدكتورة نوف الفوزان تقدم كتابها “التلمذة” في معرض الرياض الدولي للكتاب.

تشارك الدكتورة نوف سليمان الفوزان في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 بإصدارها الأول، الذي يركز على تحسين التعليم المهني من خلال دراسات عالمية. يقدم الكتاب منظورًا شاملًا لمفهوم التلمذة المهنية، مستعرضًا تجارب دولية ناجحة تعزز القدرات المهنية، مع اقتراح نموذج يتناسب مع السياق السعودي لتعزيز التنمية البشرية.

التلمذة المهنية: نموذج مستدام في ضوء التجارب العالمية

يعتمد الكتاب على استعراض شامل لأبرز التجارب العالمية في مجال التلمذة المهنية، حيث يبرز كيف ساهمت هذه التجارب في بناء مهارات مستدامة. يتناول المؤلفة جوانب عملية مثل تصميم البرامج التدريبية وتطبيقها في بيئات مختلفة، مع التركيز على كيفية استفادة المملكة العربية السعودية من هذه الدروس لتطوير نماذج محلية تلبي احتياجات السوق العمل. على سبيل المثال، يناقش الكتاب كيف أدت البرامج في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة إلى زيادة الفرص الوظيفية من خلال دمج التدريب العملي مع التعلم الأكاديمي، مما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام. كما يقدم الكتاب أدلة عملية لتصميم برامج تلمذة تكافح البطالة وتعزز الابتكار، مع النظر في التحديات المحلية مثل توفير فرص تدريبية متكاملة.

التدريب المهني: استراتيجيات عالمية للتنمية

يشكل الكتاب مرجعًا أول من نوعه في المملكة، حيث قدم الدكتور خالد العثمان توطئة تؤكد أهميته كمساهمة معرفية في برامج تنمية القدرات البشرية. يبرز الكتاب أن التلمذة المهنية ليست مجرد تدريب عملي، بل نموذج تاريخي أساسي لبناء الحضارات من خلال الحرف والمهن، كما يظهر في تجارب تاريخية مثل تلك في عصر النهضة الأوروبية. من خلال تحليل متكامل، تسلط المؤلفة الضوء على كيفية تطبيق هذه الاستراتيجيات في دول متعددة، مع الإشارة إلى أخطاء شائعة يمكن تجنبها، مثل عدم تكييف البرامج مع احتياجات السوق المحلية. على سبيل المثال، يقارن الكتاب بين نماذج التعليم القائمة على رأس العمل في سويسرا والنمسا، حيث أدت إلى ارتفاع معدلات التوظيف، ويطرح نموذجًا مقترحًا يمكن تطويره في السعودية ليكون أكثر استجابة للتحديات المحلية مثل نقص المهارات التقنية. هذا النموذج يركز على دمج الورش العملية مع الدعم المؤسسي، مما يضمن تحقيق فوائد طويلة الأمد في مجالات مثل الصناعة والتكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الكتاب على دور التلمذة في تعزيز الابتكار والمساواة الاجتماعية، حيث يوفر فرصًا للشباب لتحويل مهاراتهم إلى مسيرة مهنية ناجحة، مع الاستفادة من الدروس العالمية لتجنب العوائق. في الختام، يمثل هذا الإصدار خطوة أساسية نحو بناء جيل مجهز للتحديات المستقبلية، مع التركيز على الاستدامة والتكيف مع الاحتياجات الوطنية.