شهدت مدينة ليويانغ في مقاطعة هونان بوسط الصين حادثًا دراميًا خلال عرض ألعاب نارية متكامل مع طائرات دون طيار، حيث أدى عطل فني مفاجئ إلى سقوط مئات الطائرات من السماء، مما أشعل شرارات نارية كثيفة تشبه الأحجار النيزكية، وأدى إلى اندلاع حرائق صغيرة على الأرض، مما أثار الذعر بين المتفرجين الذين فروا من الموقع في حالة من الفوضى. كان العرض جزءًا من احتفالات اليوم الوطني في الصين، حيث كانت الطائرات المصممة لتشكيل أشكال فنية في السماء مع إطلاق الألعاب النارية، لكن الخلل التقني قلب الاحتفال إلى كابوس سريع الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حرائق متساقطة كالنيازك
انتشرت الفيديوهات المصورة للحادث بشكل واسع، موضحة كيف تحولت السماء إلى مشهد مرعب من الشرارات المتساقطة، حيث فقدت الطائرات السيطرة بسبب مشكلة في البرمجة أو الارتفاع، مما أدى إلى سقوطها على مسافات قريبة جدًا من الأرض مع شرارات تسببت في حرائق عشبية محدودة. تدخلت فرق الإطفاء بسرعة، مما سمح بإخماد الحرائق في غضون دقائق قليلة، ولم يُسجل أي إصابات جسدية، وفقًا للتقارير الرسمية. ومع ذلك، أطلقت السلطات المحلية تحقيقًا فوريًا للتعرف على الأسباب الدقيقة، سواء كانت تتعلق بخلل تقني أو خطأ في التخطيط. هذا الحادث يعكس التحديات التي تواجه دمج التكنولوجيا الحديثة مع التقاليد الثقافية، حيث أصبحت الطائرات دون طيار خيارًا شائعًا لتعزيز السلامة مقارنة بالألعاب النارية التقليدية، التي غالبًا ما تفرض عليها القيود بسبب مخاطر التلوث البيئي والمخاطر الأمنية في المناطق الحضرية.
الاشتعال في عروض السماء
في سياق أوسع، ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها في الصين، إذ حدثت حوادث مشابهة في مناطق مثل فوجيان، حيث شهدت عروضًا متكاملة بين الطائرات والألعاب النارية تحطمات أدت إلى مشكلات أمنية. تعرف ليويانغ بوصفها “عاصمة الألعاب النارية” عالميًا، حيث تشكل نحو 60% من صادرات الصين من هذه الصناعة وتصدر إلى أكثر من 100 دولة، ويعود تاريخها إلى عصر أسرة تانغ عند اختراع أول صواريخ يدوية. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحولًا نحو استخدام الطائرات دون طيار لإنشاء عروض “باردة” أكثر أمانًا وإبداعًا، مدعومة بمركز تنمية صناعية يهدف إلى تحويل هذه الصناعة التقليدية إلى نموذج تكنولوجي متقدم. هذا الاندماج ساعد في إحياء الاقتصاد المحلي بعد فترة من الانخفاض بسبب الحظر البيئي، لكنه يبرز أيضًا الحاجة إلى تحسين إجراءات السلامة لتجنب مثل هذه العرقلات، خاصة مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا لجعل العروض أكثر جاذبية وأقل مخاطرة. في الختام، يظل هذا الحادث تذكيرًا بأهمية التوازن بين الابتكار والحماية للحفاظ على سمعة ليويانغ كمركز عالمي للابتكار في مجال الألعاب النارية والعروض الجوية.
تعليقات