شارك نائب وزير الاقتصاد والتخطيط في المملكة العربية السعودية، المهندس عمار بن محمد نقادي، في جلسة متخصصة ضمن فعاليات جناح المملكة في معرض إكسبو 2025 أوساكا. كان عنوان الجلسة “من أهداف عالمية إلى مهام وطنية”، حيث ركزت على جهود السعودية في دمج أهداف التنمية المستدامة مع رؤية المملكة 2030. خلال الجلسة، أبرز معاليه كيف تسعى المملكة إلى تحويل الالتزامات العالمية إلى برامج عملية على المستوى الوطني، مما يعكس التزام السعودية بالنمو المستدام في مواجهة التحديات العالمية. هذا الحدث يمثل جزءاً من جهود المملكة في تعزيز مكانتها كمحور للابتكار والاستدامة في المنطقة.
رؤية السعودية 2030 كخارطة طريق للتنمية
في خطابه، أكد المهندس عمار بن محمد نقادي أن رؤية السعودية 2030 هي استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي، التقدم الاجتماعي، والحفاظ على البيئة. هذه الرؤية ليست مجرد خطة، بل هي برنامج عملي يركز على استثمار طاقات الشباب والقطاعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة. على سبيل المثال، تسعى رؤية 2030 إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد وزيادة فرص العمل، مع الالتزام بالأهداف العالمية للأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة. هذا النهج يعزز من قدرة المملكة على مواجهة تحديات مثل تغير المناخ والتنوع الاقتصادي، حيث تم دمج مبادرات مثل تحقيق الاستقلال الطاقي وتعزيز الصحة العامة ضمن أهدافها الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه الرؤية في جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يدعم النمو المستدام ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي.
جهود وطنية نحو الاستدامة البيئية
من جانب آخر، تبرز الجهود الوطنية التي توليها المملكة أهمية كبيرة للاستدامة البيئية كمرادف للتنمية المستدامة، حيث ترتبط مباشرة بأهداف رؤية 2030. على سبيل المثال، قامت المملكة بتنفيذ برامج واسعة النطاق لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الطاقة النظيفة، مثل مشروعات الري المستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية. هذه الجهود لم تقتصر على السياسات الداخلية، بل امتدت إلى المنصات الدولية، حيث شاركت السعودية في اتفاقيات عالمية تهدف إلى مكافحة التغير المناخي. في الجلسة، أشار نائب الوزير إلى أن هذه الخطوات ليست فقط لتحقيق الأهداف الاقتصادية، بل تستهدف بناء مجتمع مترابط يعتمد على الابتكار والمسؤولية الاجتماعية. كما أن التركيز على تطوير المهارات لدى الشباب يساهم في تعزيز التوظيف في قطاعات مثل التكنولوجيا والبيئة، مما يعزز من التنوع الاقتصادي ويضمن استمرارية النمو على المدى الطويل.
في الختام، شهدت الجلسة حضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان، الدكتور غازي بن فيصل بن زقر، الذي يشغل منصب المفوض العام لجناح المملكة في معرض إكسبو 2025. هذا الحضور يعكس التزام السعودية بالتعاون الدولي، حيث فتحت الجلسة آفاقاً لمناقشة كيفية دعم رؤية 2030 للأهداف العالمية. من خلال هذه المبادرات، تستمر المملكة في تعزيز دورها كقائد في مجال التنمية المستدامة، مع التركيز على تحقيق الاستدامة الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية لصالح الأجيال القادمة. هذا النهج ليس فقط يعزز الاقتصاد الوطني، بل يساهم في بناء عالم أكثر استدامة وعدالة.
تعليقات