بعد 1400 عام من تأليفه، يعود كتاب الطبري إلى الواجهة مرة أخرى، محط الأنظار في العالم الإسلامي بفضل جهود علماء وباحثين استثنائيين. هذا المشروع التاريخي يهدف إلى إحياء التراث العظيم للإمام الطبري من خلال كشف كنوز إسلامية ظلت مخفية لسنوات طويلة. إنه حدث نادر يدعو الجميع للمساهمة في تعزيز التاريخ الإسلامي، مع عرض تفاصيل مثيرة تبرز أهمية هذا الإنجاز الفريد.
إحياء كتاب الطبري في معرض الرياض الدولي
في حفل مهيب عقد في قاعة العرض الرئيسية بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أعلن رسميًا عن إطلاق الإصدار المحقق لكتاب الطبري المعروف بـ”تاريخ الملوك وأخبارهم وموالد الرسل وأنبائهم”. حضر الحفل البارزون مثل الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أكد على أهمية هذا التحقيق الدقيق الذي يعتمد على أقدم المخطوطات المتوفرة. فريق من المحققين والباحثين عملوا سنوات ليضمنوا دقة النص وشفافيته، مما يجعله مصدرًا جديرًا بتراث الإمام الطبري. قال تركي بن محمد الشويعر إن هذا النص الرصين يليق بمكانة العالم الإسلامي، فيما أشاد الحاضرون من الأكاديميين بأنه ثورة في مجال التاريخ الإسلامي، حيث يفتح أبوابًا جديدة للبحث والدراسة.
تراث الإمام الطبري يتجدد
كتاب الطبري يظل من أبرز المصادر التاريخية في الإسلام، ويعود الآن إلى الحياة من خلال جهود دارة الملك عبدالعزيز في حفظ الذاكرة التاريخية. هذا المشروع يمثل استمرارًا لجهود السعودية في توثيق مصادر التاريخ الإسلامي بدقة، مما يحميها من الضياع ويثري البحث الأكاديمي. يتوقع الخبراء أن ينتشر هذا الإصدار في المكتبات العربية والعالمية، كما أكدت د. فاطمة التاريخية بأنه يشكل مرجعًا جديدًا للأجيال القادمة. إطلاق هذا الإصدار يعزز الوعي بالتراث الإسلامي، حيث يشجع المهتمين على استكشاف أصوله بأعلى المعايير العلمية. ردود الفعل كانت إيجابية على نطاق واسع، مع إشادة من الباحثين والقراء العامين للجهود المبذولة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا البداية لمزيد من المشروعات المتخصصة في تحقيق المخطوطات التراثية.
هذا الإنجاز الرائد يعكس التزام السعودية بحفظ التاريخ الإسلامي، ويفتح الباب لمشاريع مستقبلية تكشف عن كنوز أخرى. للمهتمين بالتاريخ، يمثل اقتناء هذا الكتاب فرصة فريدة للاستفادة من معرفة ثرية، خاصة أنه قد يصبح معيارًا جديدًا لمثل هذه المبادرات. في الختام، يدفع هذا الحدث الأكاديمي إلى مزيد من الابتكار في مجال التراث، مما يعزز من دور كتاب الطبري كأحد الأعمدة الأساسية في فهم تطور الحضارة الإسلامية. بفضل هذا الإحياء، يبقى التراث حيًا ومتاحًا، مما يلهم الأجيال لاستكشاف جذورها التاريخية بكل عزم ودقة.
تعليقات