احتجاجات في جورجيا: محتجون يحاصرون القصر الرئاسي!

حاصر محتجون القصر الرئاسي في جورجيا اليوم، مع تصاعد التوترات قبيل الانتخابات المحلية التي تحظى باهتمام دولي بسبب الاضطرابات المتزايدة. أعلنت منظمة العفو الدولية أن هذه الانتخابات ستُجرى غدًا وسط أجواء من القلق، حيث شهدت الآونة الأخيرة مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.

الانتخابات المحلية في جورجيا

في السياق نفسه، وصف رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه المنظمون للاحتجاجات المخططة بأنهم “متطرفون”، وأكد على أن الرد سيكون صارمًا للحفاظ على الاستقرار. خلال الأسابيع الماضية، شهدت جورجيا زيادة في التوترات السياسية، حيث استهدفت الاحتجاجات مقر حملة رئيس بلدية تبليسي كاخا كالادزي. أنصار حزب “الحلم الجورجي”، الذي يسيطر على الحكم، قاموا برشق المتظاهرين بالزجاجات والحجارة، مما أدى إلى مواجهات عنيفة. استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ورذاذ الفلفل لتفريق الجموع، بينما رد المتظاهرون بإطلاق الألعاب النارية. كما تم الاعتداء بالضرب على بعض النشطاء والصحفيين، ولم تجرِ تحقيقات رسمية في هذه الحالات العنيفة، مما يعزز من مخاوف المنظمات الحقوقية الدولية.

الاقتراع والتوترات السياسية

مع اقتراب موعد الانتخابات، استغلت المعارضة هذه الفرصة لإحياء الاحتجاجات ضد الحكومة، التي كانت قد خفت حدتها في الشهور السابقة. ومع ذلك، ظهر انقسام واضح داخل صفوف المعارضة، خاصة حول قرار مقاطعة الانتخابات. قررت العديد من الأحزاب السياسية مقاطعة التصويت للتعبير عن معارضتها لسياسات الحزب الحاكم، إلا أن حزبين مؤيدا للاتحاد الأوروبي، وهما “ليلو من أجل جورجيا” و”من أجل جورجيا” بقيادة جيورجي غاخاريا، الذي كان رئيسًا للوزراء سابقًا، قررا المشاركة. غاخاريا، الذي غادر البلاد بعد خلافات مع السلطات وقيد التحقيق بتهم تتعلق بالتخريب، يمثل جانبًا من الانقسامات الداخلية في الساحة السياسية. هذا الانقسام يعكس عمق الأزمة في جورجيا، حيث يسعى الحزب الحاكم “الحلم الجورجي” للحفاظ على سيطرته رغم الضغوط الداخلية والخارجية.

أما في الجانب الأوسع، فإن جورجيا تواجه أزمة سياسية طويلة الأمد، كما أشار خبراء إلى أن الحكومة الحالية تتمتع بسيطرة كبيرة على المشهد. هذه الأزمة تجسد صراعًا بين رغبة البلاد في الاندماج مع الاتحاد الأوروبي وبين التحديات الداخلية مثل الفساد والقمع، مما يهدد بعملية ديمقراطية مستقرة. الانتخابات المحلية، على الرغم من كونها محلية، لها تداعيات وطنية، حيث قد تؤثر على المسار السياسي العام وعلاقات جورجيا الدولية. في الختام، يبقى السؤال معلقًا حول ما إذا كانت هذه الانتخابات ستكون نقطة تحول نحو الاستقرار أم ستعمق التوترات القائمة، مع تأثيرها المحتمل على مستقبل جورجيا في مواجهة التحديات الإقليمية.