نجاح سعودي يبهر روما.. ضحى أخضر تدمج روح الوطن في إبداع عالمي ملهم

في أجواء احتفالية نابضة بالحيوية في العاصمة الإيطالية روما، شاركت الحرفية السعودية ممثلة في ضحى أخضر من محافظة القطيف، بتقديم عرض فني مميز ضمن فعالية سفارة المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني الـ95. حضر الحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا، إلى جانب وزراء وسفراء وشخصيات دبلوماسية، مما أبرز دور المملكة في الاحتفاء بتراثها الثقافي على الساحة الدولية. قدمت ضحى عرضًا حيًا لفن المكرميات، الذي يجسد فن العقدة التقليدية، حيث دمجت بين التقاليد السعودية العريقة ولمسات إبداعية معاصرة، مستلهمة من الجص الحساوي والقط العسيري والنقوش النجدية. هذا الاندماج لم يقتصر على العرض البصري، بل شمل تجربة تفاعلية سمحت للحضور، بما فيهم الدبلوماسيون، بممارسة النسج بنفسهم، مما أثلج صدور الجميع وأكد على جاذبية هذا الفن.

تألق الحرفية السعودية في الاحتفال الدولي

أبرزت الفعالية التنوع في الحرف اليدوي السعودي، حيث شاركت ضحى أخضر إلى جانب خمسة حرفيين آخرين الذين قدموا مهاراتهم في مجالات متعددة مثل الفخار والنحت والمسابيح والمباخر. هذا التكامل جعل العرض لوحة فنية شاملة تعكس غنى التراث السعودي، خاصة في ظل عام الحرف اليدوية 2025، الذي يهدف إلى تعزيز هذه الصناعات على المستوى العالمي. خلال الحدث، قدمت ضحى هدية تذكارية مميزة لسمو الأمير فيصل بن سطام، وهي لوحة جدارية من المكرميات تحمل اسم الله الكريم، استغرقت أكثر من 30 ساعة من العمل الدقيق. هذه الهدية لاقت إعجابًا كبيرًا، مما يؤكد القدرة على دمج الأصالة مع الابتكار. في ختام الفعالية، أعرب الحضور عن إعجابهم بكيفية تجسيد هذه الأعمال لروح الوطنية السعودية، مشددين على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة وإيطاليا. يُعد هذا الحدث خطوة مهمة نحو تعريف العالم بثراء الإرث السعودي، مع الاستفادة من الفرص الدولية للتبادل الثقافي.

التراث الحرفي السعودي والابتكار العصري

يبرز هذا الحدث كدليل على تطور الحرف اليدوي السعودي، حيث تمكن ضحى أخضر من التمثيل الناجح للمرأة السعودية في منصة عالمية، مما يعكس الجهود الحكومية في دعم هذه الصناعات. في حديثها بعد الفعالية، أكدت ضحى فخرها بتمثيل التراث السعودي، موضحة كيف يمكن لهذه الحرف أن تتجاوز الحدود مع هوية عصرية تجمع بين أصالة الماضي وجمال الحاضر. لقد ساهمت مشاركة الحرفيين في تقديم صورة متكاملة عن الإبداع السعودي، الذي يشمل تقنيات تقليدية مدعومة بأدوات حديثة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير والتعاون الدولي. على سبيل المثال، استخدام العقد المزدوجة مع الإلهام من التقاليد الإقليمية مثل الحساوي والعسيري، يظهر كيف يمكن للفن التقليدي أن يتكيف مع المتطلبات العصرية دون فقدان جوهره. هذا النهج لم يقتصر على العرض، بل شمل تثقيف الجمهور حول أهمية الحفاظ على التراث في عصر التقنية، مما يعزز مكانة المملكة كمركز للإبداع الثقافي. في الختام، تُعد هذه الفعالية نموذجًا لكيفية دمج التقاليد مع الابتكار لتحقيق تأثير عالمي، مشجعة الجيل الشاب على استكشاف مهاراتهم في هذا المجال.