أعلنت وزارة الثقافة في السعودية، خلال فعاليات مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي انعقد في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، عن مبادرة تعاونية جديدة مع منصة جوجل للفنون والثقافة. تهدف هذه المبادرة إلى إطلاق صفحة رسمية مخصصة لمنطقة جدة التاريخية، وهي إحدى المواقع السعودية المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. من خلال هذه الخطوة، تسعى الوزارة إلى استغلال التقنيات الرقمية المتقدمة لتعزيز الوعي العالمي بقيمة التراث الثقافي والتاريخي لهذه المنطقة، مما يساهم في الحفاظ عليها وترويجها كجزء من الجهود الوطنية الشاملة.
مبادرة تعاون وزارة الثقافة مع جوجل لتعزيز التراث الثقافي
في بيان صادر عن الوزارة، تم الإعلان عن أن الصفحة الجديدة ستشمل أكثر من ثلاثين قصة تاريخية حول جدة، بالإضافة إلى جولات افتراضية تفاعلية عبر الإنترنت لاستكشاف أبرز المعالم في المنطقة. من بين هذه الجولات، يبرز فندق جوخدار، وبيت نصيف، ومتحف طارق عبدالحكيم، ومسجد الشافعي، حيث تُدعم هذه الجولات بخصائص متقدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة استكشافية غنية. وفقًا للمشرف العام على منطقة جدة التاريخية، عبدالعزيز بن إبراهيم العيسى، فإن هذا الإطلاق يمثل نقلة نوعية في تعريف العالم بتراث المنطقة، حيث يتيح عرض هذا الإرث أمام ملايين الزوار الافتراضيين، مما يعزز دوره في التنمية الوطنية كجزء من رؤية المملكة 2030. من جانب آخر، أكد المدير والمؤسس لمنصة جوجل للفنون والثقافة، أميت سود، التزام المنصة بالشراكة مع المؤسسات الثقافية السعودية للحفاظ على التراث ومشاركته مع الجمهور العالمي.
تعزيز القيمة التاريخية عبر التقنيات الرقمية
يأتي إطلاق هذه الصفحة ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتعزيز الشراكات الدولية، بهدف تعريف المجتمع الدولي بالمواقع التراثية السعودية التي تعكس عمق التاريخ والحضارة المملكة. هذا الجهد لا يقتصر على الترويج الرقمي فحسب، بل يعزز أيضًا الحماية الفعالة للإرث الثقافي من خلال جعل محتواه متاحًا وجذابًا للجمهور العالمي. على سبيل المثال، تشمل الصفحة جولات سير افتراضية تتيح للمستخدمين الغوص في تفاصيل المعالم التاريخية، مما يوفر فرصة فريدة للاستكشاف دون الحاجة إلى زيارة مباشرة. هذا النهج يعكس كيفية دمج التقنيات الحديثة مع التراث لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يساهم في تعزيز السياحة الثقافية الرقمية ودعم الاقتصاد المعرفي. بفضل هذه المبادرة، أصبحت جدة التاريخية جزءًا من السرد العالمي للثقافة، مما يعزز من مكانتها كرمز للتراث العربي. في الختام، تشكل هذه الخطوة نموذجًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص على المستوى الدولي، حيث تهدف إلى جعل الثقافة السعودية جزءًا حيويًا من الحوار العالمي، مع التركيز على الحفاظ والابتكار في آن واحد.
تعليقات