في ظل الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية لقطاع الكهرباء في سوريا، عقد اجتماع هام جمع مسؤولين من المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء السورية ومؤسسة توليد الكهرباء مع وفد من وزارة الطاقة السعودية. كان اللقاء فرصة لمناقشة التحديات الفنية والعملية التي تواجه الشبكات الكهربائية، مع التركيز على استراتيجيات تعزيز الكفاءة والاستدامة. هذا التعاون يعكس التزام الأطراف المعنية بتعزيز الأداء العام للقطاع، من خلال تبادل الخبرات والحلول التقنية، لضمان تزويد المواطنين بخدمات أكثر ثباتاً وموثوقية.
الكهرباء في سوريا: تعزيز الممارسات الفنية
خلال الاجتماع الذي عقد في دمشق، ركز المديرون السوريون، خالد أبو دي ومحمد فضيلة، على معالجة القضايا الرئيسية في مجال النقل والتوزيع والتوليد الكهربائي. تمت مناقشة التحديات البارزة، مثل تأثير الرطوبة على شبكات النقل عالية الجهد، التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الأعطال والانقطاعات. كما تم النظر في سبل تعزيز منظومة التوزيع من خلال تبني تقنيات حديثة، مثل العدادات الذكية، لتحسين التحكم في التدفق وتقليل الخسائر. وافق الطرفان على وضع آليات واضحة لاختيار موردين رئيسيين لتأمين قطع الغيار لمحطات التحويل عبر مختلف المستويات، مما يدعم عمليات إعادة التأهيل ويضمن استمرارية الخدمة الكهربائية. هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز القدرة على التعامل مع الطلب المتزايد وتحسين الكفاءة العامة للشبكة.
فرص الطاقة الكهربائية للاستدامة المستقبلية
في جانب آخر، تناول الاجتماع واقع محطات التوليد الكهربائي وخطط الصيانة الدورية، بالإضافة إلى توفير المستلزمات التشغيلية الأساسية لضمان عملها بكفاءة عالية. تم التركيز على إعداد دراسة شاملة للمنظومة الكهربائية، مع النظر في مزيج الطاقة الحالي والمستقبلي. وفي هذا السياق، أبرز الوفد مراحل الاتفاقيات الأخيرة في مجال الطاقات المتجددة، مثل الرياح والشمس، إلى جانب مشاريع التوليد بالغاز. هذه المبادرات تستهدف جعل الشبكة قادرة على استيعاب مصادر الطاقة الجديدة بفعالية، مما يساهم في تحقيق الاستقرار في المنظومة الوطنية وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي. يُعتبر هذا النهج خطوة حاسمة نحو الانتقال إلى نظام كهربائي أكثر استدامة، حيث يتم دمج التقنيات المتقدمة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل هذا الاجتماع جزءاً من جهود واسعة لتعزيز التعاون الفني بين سوريا والسعودية، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير قطاع الكهرباء. من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا، يمكن تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الطاقة المتجددة، مثل استغلال القدرات الشمسية والريحية لتوليد الطاقة النظيفة. هذا التعاون يساعد أيضاً في تحسين جودة الخدمة للمستهلكين، من خلال تقليل انقطاعات الطاقة وتعزيز القدرة على التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية. على سبيل المثال، من خلال دراسات تفصيلية، يمكن تطوير خطط لدمج الطاقة الشمسية في الشبكة الوطنية، مما يقلل من التكاليف ويقلص البصمة الكربونية. في نهاية المطاف، يهدف هذا التعاون إلى بناء قاعدة أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة للتغيرات، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا. من المتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى زيادة كفاءة المنظومة الكهربائية بنسبة كبيرة، مع الاستفادة من الخبرات السعودية في مجال الطاقة المتجددة، وذلك لتحقيق رؤية شاملة للطاقة المستدامة.
تعليقات