أدلة جديدة تكشف عن احتمال وجود كوكب مخفي في نظامنا الشمسي!

لقد ألهم البحث عن كواكب غير معروفة في نظامنا الشمسي علماء الفلك لأكثر من قرن، حيث تشير دراسة حديثة إلى إمكانية وجود كوكب جديد يُدعى “الكوكب Y”. هذا الكوكب لم يُرصد مباشرة، بل استُنتج من خلال اضطرابات في مدار الأجسام في حزام كايبر، المنطقة البعيدة خلف نبتون. الباحثون، بقيادة أمير سراج، طالب دكتوراه في جامعة برينستون، يرون أن هذه الاضطرابات قد تكون نتيجة كوكب خفي يتراوح حجمه بين عطارد والأرض.

اكتشاف الكوكب Y في نظام الشمسي

في دراسة نشرت في دورية Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، استنتج الباحثون وجود “الكوكب Y” بناءً على تحليل مدار حوالي 50 جسمًا في حزام كايبر. هذا الكوكب الافتراضي يُعتقد أنه يقع على مسافة تتراوح بين 100 إلى 200 ضعف مسافة الأرض عن الشمس، وهو مائل بزاوية لا تقل عن 10 درجات. يؤكد سراج أن هذا ليس اكتشافًا مباشرًا، بل لغز يمكن أن يحل إذا تم رصده بواسطة تلسكوبات حديثة مثل مرصد فيرا روبين، الذي سينطلق قريبًا ليغطي السماء لمدة عشر سنوات.

البحث عن كواكب خفية

منذ اكتشاف نبتون في عام 1846، ظل علماء الفلك يبحثون عن كوكب إضافي، مثل “الكوكب X” الذي اقترحه بيرسيفال لويل. اكتشاف بلوتو في 1930 اعتبره البعض حلاً، لكنه خفض لاحقًا إلى مصنف كوكب قزم عام 2006 بسبب صغر حجمه. في السنوات الأخيرة، طرح الباحثون مثل مايك براون وكونستانتين باتيغين فكرة “الكوكب التاسع”، الذي قد يكون أكبر من الأرض بـ5 إلى 10 مرات ويقع على مسافة تفوق بلوتو. الجدل محتدم، إذ يُعتقد أن حزام كايبر، الذي يضم أجسامًا مثل بلوتو وإيريس، يحتوي على أسرار غير مكتشفة بسبب بعده وعمقه. سراج يرى أن “الكوكب Y” قد يكون مختلفًا، ربما أصغر من “الكوكب التاسع”، لكنه يحتاج إلى مزيد من البيانات للتأكيد.

مع ذلك، يظل البحث مستمرًا، حيث أجرت محاكاة حاسوبية لجميع الكواكب المعروفة بالإضافة إلى هذا الكوكب الافتراضي، مما كشف عدم تطابق الفرضيات السابقة. الدلالة الإحصائية لدى سراج تصل إلى 96-98%، لكنها غير حاسمة بسبب قلة الأجسام المرصودة. مع بدء عمل مرصد فيرا روبين في تشيلي، والذي يحتوي على أكبر كاميرا رقمية، من المتوقع اكتشاف المزيد من الأجسام في حزام كايبر خلال السنوات القليلة القادمة. باتيغين، المتخصص في الكواكب، يصف هذه الدراسة بأنها مقاربة مثيرة، موضحًا أن هذا المرصد سيكشف تفاصيل غير مسبوقة عن النظام الشمسي الخارجي. إذا كان “الكوكب Y” ضمن مجال الرؤية، فسيتم رصده مباشرة، مما قد يحل الجدل حول وجود كواكب إضافية. في الختام، يشير سراج إلى أن “الكوكب التاسع” و”الكوكب Y” قد يكونا معًا، مما يجعل هذا العصر نقطة تحول في علم الفلك.