رغم توجيه ترامب، يؤكد الجيش الإسرائيلي أن شمال غزة يظل “منطقة قتال خطرة” مع استمرار القصف المكثف.

قال الجيش الإسرائيلي إن منطقة شمال غزة تظل محطة قتال شديدة الخطورة، رغم الدعوات الدولية للتهدئة، حيث يستمر القصف على الرغم من اتفاقيات المرحلة الأولى من خطة السلام. شهد السكان استمراراً للعمليات العسكرية خلال الليل والصباح، مما يعكس تعقيد الوضع على الأرض.

غزة تحت القصف المستمر

في ظل التصعيد العسكري، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس” أن المناطق الشمالية من غزة، خاصة تلك المجاورة لوادي غزة، تُعد مناطق خطيرة لا ينصح بالاقتراب منها. وقسم وادي غزة القطاع إلى جزأين، يفصل بين الشمال والجنوب، مما يجعل العودة إلى تلك المناطق مخاطرة كبيرة. أضاف أدرعي أن الجيش يحاصر مدينة غزة ويحذر من أي محاولات للعودة، مشدداً على ضرورة تجنب الاقتراب من مناطق العمليات في أي جزء من القطاع، حتى في الجنوب، لضمان سلامة السكان.

من جانب آخر، روى سكان غزة ومسؤولوها تفاصيل الوضع على الأرض، حيث أكد مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، أن القصف لم يتوقف على الإطلاق، رغم دعوة الرئيس الأمريكي لإيقافه فوراً. وقال إن العمليات استمرت طوال الليل وحتى صباح السبت، مما يعيق جهود الإغاثة في أكبر مستشفيات القطاع. كذلك، ذكر أبو ياسر الخور، ساكن في حي الصبرة، أن القصف خفت كثافة إلا أنه لم يتوقف تماماً، بينما أمل مهدي ثابت، الذي نزح إلى مخيم الزوايدة، أن تكون خطة السلام بداية حقيقية لإنهاء الدمار الشامل الذي خلفته الحرب.

وفي تفاصيل أكثر، أشار عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، إلى أن القصف كان كثيفاً قبل الفجر، لكنه أصبح أقل حدة مع مرور الوقت. ومع ذلك، يبقى الوضع متوتراً، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بيانين يؤكدان الاستعداد للمرحلة الأولى من خطة السلام، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن، لكن لم يُذكر فيهما أي التزام بوقف العمليات العسكرية. هذا التناقض يعكس التحديات في تنفيذ اتفاقيات السلام، حيث يواصل السكان حياة يومية مليئة بالمخاطر، مع انفجارات تتردد في الخلفية.

القطاع وسط التوترات الجيوسياسية

بالنظر إلى السياق الواسع، يمثل القطاع ميداناً للصراعات المتشابكة، حيث تتصادم المصالح الإقليمية مع جهود السلام. على الرغم من إعلان كل من إسرائيل وحماس عن استعدادها للمرحلة الأولى، إلا أن الواقع على الأرض يظهر استمراراً للعنف، مما يثير تساؤلات حول فعالية الدعوات الدولية. يعاني السكان من نقص الخدمات الأساسية، حيث دمرت الحرب البنية التحتية، وأجبرت آلاف الأشخاص على النزوح، بحثاً عن أمان مؤقت في المناطق الجنوبية.

في هذا الإطار، أكد النازحون أن أي خطة سلام يجب أن تكون شاملة لإعادة الإعمار وتوفير الغذاء والدواء، خاصة بعد أن أصبحت الحياة اليومية رهينة للانفجارات والقصف المتقطع. يشير مراقبون إلى أن هذه التوترات تعيد رسم خرائط الصراع في المنطقة، حيث تتداخل الدعوات السياسية مع الواقع العسكري. لذا، يبقى الأمل معلقاً على تنفيذ خطط السلام بشكل فعال، لكن التحديات الآنية تظل كبيرة، مع استمرار القصف في بعض المناطق وانتظار السكان لأي مؤشرات على التهدئة الحقيقية. هذه الديناميكيات تجعل القطاع نقطة احتكاك رئيسية، حيث يتطلب الأمر جهوداً دولية مكثفة لمنع تفاقم الوضع.