في السياق الحالي للجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، أكد الرئيس محمود عباس على ضرورة الالتزام بمبادئ السيادة الكاملة لدولة فلسطين على كامل أراضيها، بما في ذلك قطاع غزة. هذا التأكيد جاء كرد فعل إيجابي تجاه الإعلانات الدولية التي تهدف إلى إنهاء الصراعات المستمرة، مع التركيز على تحقيق السلام الشامل والمستدام.
سيادة فلسطين
من جانبه، أبرز الرئيس الفلسطيني أن السيادة على قطاع غزة جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية الشاملة، مضيفاً أن ربط الضفة الغربية بغزة يجب أن يتم من خلال القوانين والمؤسسات الحكومية الفلسطينية الموحدة، مع دعم عربي ودولي قوي. وفي هذا الصدد، شدد على أهمية إنشاء لجنة إدارية فلسطينية وقوى أمنية موحدة تعمل ضمن نظام قانوني واحد، بهدف حماية الوحدة الوطنية ومنع أي تدخلات خارجية. كما أوضح أن ما يهم في المرحلة الحالية هو تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، مع الإفراج الفوري عن جميع الرهائن والأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة عبر منظمات الأمم المتحدة، مع ضمان عدم السماح بأي محاولات للتهجير أو الضم. وفي هذا الإطار، تعهد بمواصلة العمل مع الوسطاء الدوليين والشركاء المعنيين لتحقيق سلام دائم ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، مع القدس الشرقية كعاصمتها الرسمية.
السلام الدائم
بالإضافة إلى ذلك، دعا الرئيس عباس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في فرض وقف فوري لجميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، مثل الاستيطان غير القانوني وإرهاب المستوطنين، بالإضافة إلى الاعتداءات على المقدسات الدينية وحجب أموال الضرائب الفلسطينية. وأكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة تُمثل الشريك الطبيعي للاستقرار في المنطقة، بالتعاون مع دولة إسرائيل، حيث أصبح الوقت مناسباً لتحقيق سلام دائم يضمن الأمن والعدالة لجميع شعوب المنطقة. في هذا الصدد، عبر عن ترحيبه الكبير بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن وقف الحرب، خاصة بعد الرد الإيجابي من حركة حماس الذي رحب به لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مع دعوة الجميع إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحرجة. كما جدد الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها ترمب لإنهاء الحرب في غزة وضمان الانتقال نحو السلام الدائم، مع شكر الدول العربية والإسلامية مثل السعودية، مصر، الأردن، قطر، الإمارات، تركيا، إندونيسيا، وباكستان، على جهودهم الدؤوبة في هذا المجال.
وفي ختام تصريحاته، أعلن الرئيس عباس عن استعداد السلطة الفلسطينية للعمل البناء مع الرئيس ترمب والشركاء الدوليين، بما في ذلك الرئاسة المشتركة للمؤتمر الدولي للسلام في نيويورك، ورؤساء مجموعات العمل، والعضو العربي في مجلس الأمن الجزائر، إلى جانب جميع أعضاء مجلس الأمن وأعضاء الجمعية العامة. هذا التعاون الهادف يسعى لتحقيق استقرار شامل وعادل يتماشى مع الشرعية الدولية، مع التركيز على إعادة الإعمار في غزة وتعزيز الجهود لإنهاء الاحتلال بشكل نهائي. ومن خلال هذه الخطوات، يُؤمل في بناء مستقبل أفضل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، مع دعم دولي مستمر يعزز السلام الدائم في المنطقة.
تعليقات