لم تستبعد صحيفة «كيهان» الإيرانية، الخاضعة لإشراف ممثل المرشد الإيراني، إمكانية عودة التوترات بين طهران وخصومها الرئيسيين، إسرائيل والولايات المتحدة. في الوقت الذي تشهد فيه إيران حالة من الاضطراب الاقتصادي المستمر، ترى الصحيفة أن هذا الوضع يعكس آثار الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، مما يشير إلى أن التهديدات الجديدة قد تكون وشيكة. هذا الواقع يبرز التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه إيران، مع الحاجة الملحة لتعزيز الاستعدادات في مواجهة الأعداء.
المواجهة الجديدة بين إيران وخصومها
في تغطية تفصيلية للمقال المنشور في صحيفة «كيهان»، يؤكد الكاتب جعفر بلوري أن الارتباك الاقتصادي الحالي في إيران ليس حدثًا عابرًا، بل امتدادًا للضغوط الناتجة عن الحرب مع إسرائيل. يجادل المقال في أن الهجمات الاقتصادية، بما في ذلك الحظر وآليات الضغط الدولية، تستخدم كأدوات لإضعاف المجتمع الإيراني. وفق الصحيفة، فإن إسرائيل وحدها غير قادرة على خوض مواجهة مباشرة، لذلك تعتمد على دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتعزيز الضغوط. هذا التحالف، كما يشير المقال، يعكس استراتيجية شاملة تهدف إلى استغلال الاضطرابات الداخلية في إيران، مستلهمة من تجربة سورية، لإحداث تشققات في بنية الدولة والمجتمع.
يستمر المقال في تحليل كيف أن عقلية إسرائيل السياسية، مستوحاة من «عقيدة بن غوريون»، تركز على تحويل الاحتجاجات الشعبية إلى أدوات تدميرية. وفق الصحيفة، فإن العالم يقف على عتبة تحول تاريخي خطير، حيث يجب على إيران أن تتخذ خطوات فاعلة لتعزيز قدراتها العسكرية، الحفاظ على تماسكها الداخلي، وتطبيق سياسة «الاقتصاد المقاوم» لمواجهة ما يُوصف بـ«الحرب المركبة». هذه الحرب تشمل الضغوط الاقتصادية، الإعلامية، والسياسية، مما يجعل الاستعدادات أمرًا حتميًا لتجنب الهزائم المستقبلية.
احتمال النزاع المتجدد
مع استمرار التهديدات، يستشهد المقال بتصريحات من مسؤولين إسرائيليين، مثل السابق أفيغدور ليبرمان، الذي أكد أن القضية مع إيران لم تنتهِ، رغم تعزيز طهران لقدراتها الدفاعية يوميًا. هذا الوضع يفرض على الدول المعنية، مثل إيران، عدم الاكتفاء بالترقب، بل العمل الفعال لصنع مستقبلها. كما يحث الصحيفة على أهمية أن تكون إيران فاعلة في الساحة الدولية، حيث «المستقبل لا يُمنح، بل يُصنع». في هذا السياق، يبرز التحدي في مواجهة الاستراتيجيات الإقليمية التي تسعى إلى تفكيك التماسك الإيراني، مع الاستعانة بأدوات متعددة مثل الإعلام والتدخلات الخارجية.
يستمر التحليل في توضيح كيف أن تجربة الحرب السابقة كشفت نقاط الضعف، مما يتطلب إعادة هيكلة شاملة للاقتصاد والسياسات الداخلية. ففي ظل الضغوط المتزايدة، يُشار إلى أن إيران بحاجة إلى تعزيز التعاون الداخلي وتطوير استراتيجيات دفاعية متكاملة لمواجهة أي هجمات مستقبلية. هذا النهج يعزز فكرة أن الاستعداد للنزاعات الجديدة ليس خيارًا فحسب، بل ضرورة للحفاظ على السيادة والاستقرار. بمعزل عن التفاصيل اليومية، يؤكد المقال على أن التجاهل لهذه التهديدات قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، مما يدفع نحو تبني سياسات وقائية فعالة في جميع المجالات. بشكل عام، يرسم هذا الوصف صورة واضحة للتحديات المحتملة وأهمية اليقظة المستمرة.
تعليقات