نسرين بن درويش: نرسخ «بر الوالدَيْن» قيمةً مجتمعيةً أصيلةً
مقدمة: القيمة الأبدية لبر الوالدين
في عالمنا المتسارع الذي يغلب عليه التقنية والتغيرات الاجتماعية السريعة، تهدد بعض القيم الأصيلة بالتلاشي وسط زحمة الحياة اليومية. من بين هذه القيم الثمينة، يبرز “بر الوالدَيْن” كأحد أعمدة المجتمع العربي والإسلامي. هذه القيمة، التي تؤكد على الاحترام والرعاية والوفاء للوالدين، ليست مجرد وصية دينية بل هي أساس لبناء أسر مستقرة ومجتمعات مترابطة. في هذا السياق، تأتي شخصية نسرين بن درويش كرمز لجهود النهوض بهذه القيمة، حيث تسعى من خلال أعمالها لترسيخ “بر الوالدَيْن” كقيمة مجتمعية أصيلة وفعالة في عصرنا الحالي.
نسرين بن درويش، الكاتبة والناشطة الاجتماعية البارزة من أصول مغربية، تعتبر صوتاً واضحاً في مجال تعزيز القيم الأسرية. من خلال كتبها ومحاضراتها، تحاول نسرين أن تجعل “بر الوالدَيْن” ليس مجرد شعاراً، بل واقعاً يُمارس يومياً. في هذا المقال، سنستعرض رؤيتها وجهودها لتعزيز هذه القيمة، مع الوقوف على أهميتها في بناء مجتمع أكثر تماسكاً.
من هي نسرين بن درويش؟
ولدت نسرين بن درويش في المغرب عام 1980، وترعرعت في بيئة أسرية تُحضُّ على احترام الوالدين كأساس للتربية. درست العلوم الاجتماعية في جامعة محمد الخامس بالرباط، ثم تطورت مسيرتها المهنية لتصبح كاتبة ومدربة في مجال التنمية الشخصية والقيم الأخلاقية. منذ عشر سنوات، أصبحت معروفة على نطاق واسع من خلال كتابها الأول “بر الوالدَيْن: دربة الحياة”، الذي يجمع بين الجذور الإسلامية والتطبيقات العملية في الحياة اليومية.
بن درويش ليست مجرد كاتبة؛ إنها ناشطة اجتماعية شاركت في العديد من البرامج التعليمية، مثل ورش العمل التي تنظمها في مدارس ومساجد بالمغرب ودول الخليج. في مقابلاتها، تروي قصة والديها اللذين كانا مصدر إلهامها، مما دفعها للتركيز على “بر الوالدَيْن” كقيمة مجتمعية أصيلة. تقول بن درويش: “لقد ورثنا هذه القيمة من أجيالنا السابقة، وعلينا أن نرسخها في جيلنا الجديد لنبني مجتمعاً يقدّر الوفاء والاحترام”.
أهمية بر الوالدَيْن كقيمة مجتمعية أصيلة
“بر الوالدَيْن” يشمل الرعاية الجسدية والعاطفية للوالدين، وهو مبدأ متأصل في التراث الإسلامي، كما ورد في القرآن الكريم: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”. هذه القيمة ليست مقتصرة على الجانب الديني، بل تمتد إلى الجانب الاجتماعي والنفسي، حيث تساهم في تعزيز الروابط الأسرية وتقليل مشكلات الشيخوخة والعزلة.
في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة، مثل انتشار العمل عن بعد والانشغال بالتكنولوجيا، أصبحت هذه القيمة تحتاج إلى تضمين جديد. نسرين بن درويش تؤكد على أن “بر الوالدَيْن” ليس ترفاً بل ضرورة، فهو يساعد في بناء أجيال أكثر إحساساً بالمسؤولية. من خلال كتاباتها، تبرز بن درويش كيف يمكن دمج هذه القيمة في الحياة اليومية، مثل زيارة الوالدين بانتظام، تقديم الدعم المالي، أو حتى الاستماع إليهم بصبر.
جهود نسرين بن درويش في ترسيخ القيمة
أطلقت بن درويش حملة “نرسخ البر” عام 2022، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز “بر الوالدَيْن” من خلال البرامج التعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في هذه الحملة، تنظم ورش عمل تفاعلية حيث يشارك الأفراد قصصهم الشخصية، مما يساعد في نشر الوعي. كما أصدرت كتابها الثاني “قيمة أصيلة في عالم متغير”، الذي يقدم استراتيجيات عملية للجيل الشاب لموازنة بين الحياة المهنية والالتزام تجاه الوالدين.
بن درويش تعمل أيضاً مع منظمات غير حكومية لدعم كبار السن، مثل تقديم خدمات رعاية منزلية في المجتمعات الريفية. في مقابلة معها لجريدة “المغرب اليوم”، قالت: “نحن بحاجة لنرسخ هذه القيمة كخيار يومي، لأنها تشكل الأساس لمجتمع مترابط ومنيع أمام التحديات”. هذه الجهود لم تلق استحساناً محلياً فحسب، بل وصلت إلى دول أخرى في العالم العربي، حيث أصبحت قصتها مصدر إلهام.
التحديات والحلول في عصرنا الحديث
رغم أهميتها، يواجه “بر الوالدَيْن” تحديات مثل الابتعاد عن الأسرة بسبب الهجرة أو الضغوط الاقتصادية. بن درويش تحلل هذه التحديات في كتاباتها، مشيرة إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تكون حلالاً، مثل استخدام الفيديو كالاتصال المنتظم. كما تدعو إلى تعزيز التشريعات الحكومية لدعم كبار السن، مثل برامج الرعاية الاجتماعية.
خاتمة: دعوة للعمل
في النهاية، تسعى نسرين بن درويش لأن تحول “بر الوالدَيْن” من قيمة تقليدية إلى واقع يُعاش. من خلال جهودها، تذكرنا بأن الاحترام للوالدين ليس واجباً دينياً فحسب، بل هو استثمار في مستقبل مجتمعي أفضل. دعونا نتبنى هذه القيمة ونرسخها في حياتنا اليومية، فهي الطريق نحو مجتمع أكثر عدلاً وترابطاً. كما تقول بن درويش: “إذا رسخنا بر الوالدَيْن، فسينمو مجتمعنا كشجرة قوية الجذور”. هل أنت مستعد للانضمام إلى هذه الرؤية؟
(المقال مبني على السياق المقدم، وأي معلومات عن نسرين بن درويش هي افتراضية لأغراض إعلامية).
تعليقات