كل صباح، يبدأ يوم سيبي طابيبان مع طلوع الشمس فوق شواطئ البحر الأبيض المتوسط في مالقة، حيث تتجول على الكورنيش البحري وتستمتع برذاذ الماء المالح. كانت حياتها في هيوستن، تكساس، مليئة بالروتين اليومي، لكن انتقالها إلى إسبانيا غير مسارها تمامًا، حيث وجدت استقرارًا وهدوءًا لم تشعر به سابقًا. الآن، تقضي أيامها بين العمل من منزلها وبعض الجولات في المدينة التاريخية، متخذة من البحر والطبيعة مصدر إلهام يومي.
إسبانيا: رحلة نحو حياة أفضل
في هذه الرحلة، اكتشفت طابيبان كيف أصبحت إسبانيا ملاذًا لها بعد سنوات من التردد والتحديات. نشأت كابنة مهاجرين من كولومبيا وإيران، وكانت أول زيارة لها إلى مدريد في سن الـ21 حاسمة، حيث أسرتها الشوارع النابضة بالحياة والأجواء الدافئة. على مر السنين، عادت عدة مرات لدراسة اللغة الإسبانية عام 2001، ثم لتدريس الإنجليزية عام 2006، وأخيرًا للحصول على درجة الماجستير عام 2009. ومع ذلك، ظلت عقبة التأشيرة تعيقها، مما دفعها للعودة إلى الولايات المتحدة واستمرار في نمط حياة يبدو روتينيًا وغير مُرضٍ، حيث كانت تعمل وترسم وتتناول العشاء بلا حماس.
جاذبية البلاد الأيبيرية
مع اقترابها من الأربعين، قررت طابيبان خوض محاولة أخيرة في عام 2015، حيث تركت وظيفتها، باعت ممتلكاتها، وعادت إلى مدريد للانخراط في برنامج تعليمي سابق. كانت هذه الخطوة تحديًا كبيرًا، إذ شعرت بالإحباط من البيروقراطية الإسبانية وصعوبة الحصول على وظيفة دائمة، لكن الحظ حالفها أخيرًا عندما حصلت على منصب في مجال وسائل التواصل الاجتماعي براتب يصل إلى 20 ألف يورو سنويًا. رغم التراجع المالي مقارنة بحياتها في أمريكا، اكتشفت أن تكاليف المعيشة في إسبانيا أقل، مما جعل يومياتها أكثر متعة. سرعان ما تكيفت مع الثقافة المحلية، حيث وجدت الناس ودودين وصبرًا مع جهودها في تعلم اللغة، مما مكنها من بناء صداقات واستكشاف هوايات مثل التجول في الشوارع ومراقبة الحياة اليومية.
مع مرور الوقت، تحولت تجربتها إلى فرصة للإبداع، فبعد أقل من عام في الوظيفة، أسست مشروعها الخاص “She Hit Refresh”، وهو مجتمع يدعم النساء فوق الثلاثين اللواتي يسعين للانتقال إلى حياة جديدة في الخارج. تقول إن هذا المشروع جاء من إلهام شخصي، حيث شعرت بالعزلة في مرحلة عمرها في الولايات المتحدة، وأصبحت الآن تعمل بدوام كامل لمساعدة الآخرين على التغلب على تحديات العمل، التأشيرات، والصدمات الثقافية. اليوم، تعيش في مالقة كمواطنة إسبانية، تتحدث اللغة بطلاقة، وتشعر بطاقة معدية تجعلها تشعر بالحيوية. رغم افتقادها بعض جوانب الحياة في أمريكا مثل التنوع الثقافي، فإنها ترى في إسبانيا مكانًا يمنحها السلام والفرص، مؤكدة أن قرارها كان صحيحًا لأنه فتح أبواب حياة أكثر إشراقًا.
تعليقات