Sharjah Ruler Launches Arab Studies Center at Coimbra University

حاكم الشارقة يفتتح “مركز الدراسات العربية” في جامعة كويمبرا البرتغالية

بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر، إذا لزم الأمر]

كويمبرا، البرتغال – 15 أكتوبر 2023: في خطوة تُعدّ منعطفًا تاريخيًا في العلاقات الثقافية بين الإمارات العربية المتحدة وأوروبا، أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، افتتاح “مركز الدراسات العربية” في جامعة كويمبرا البرتغالية الشهيرة. يُعتبر هذا المركز جزءًا من جهود الشارقة المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي مع دول العالم، حيث يهدف إلى تعميق فهم التراث العربي في قلب أوروبا.

خلفية الحدث

يُعدّ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يحمل لقب حاكم إمارة الشارقة، أحد أبرز الشخصيات في عالم الثقافة والتعليم في الإمارات. من خلال دعم الهيئات الثقافية مثل هيئة الشارقة للثقافة وأكاديمية الفنون في الشارقة، يركز سموه على بناء جسور التواصل بين الشرق والغرب. جامعة كويمبرا، من جانبها، هي إحدى أقدم الجامعات في أوروبا، حيث تأسست في القرن الـ12، وتشكل مركزًا للدراسات التاريخية والثقافية في البرتغال.

جاء افتتاح المركز كردّ على اتفاقية تعاون وقعت بين إمارة الشارقة وجامعة كويمبرا في العام الماضي، بهدف إنشاء منصة متخصصة في دراسة اللغة العربية، التاريخ الإسلامي، والثقافة العربية الحديثة. وقد أعلن سموه في كلمته أن هذا المشروع يعكس التزام الشارقة بتعزيز الحوار بين الشعوب، قائلاً: “إن مركز الدراسات العربية لن يقتصر على البحث الأكاديمي، بل سيكون جسراً يربط بين الحضارات، مما يساهم في بناء عالم أكثر تنوعاً وتفاهمًا.”

تفاصيل الإفتتاح

شهد الإفتتاح الرسمي، الذي عقد في قاعة رئيسية بجامعة كويمبرا، حضورًا كبيرًا من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية. بدأ الحدث بكلمة ترحيب من رئيس الجامعة، الدكتور أماديو دي ماثوس، الذي أشاد بدور الشارقة في دعم الثقافة العربية، مشيرًا إلى أن “هذا المركز سيفتح آفاقًا جديدة لطلابنا في مجال الدراسات العربية، وسيثري ساحة البحث في البرتغال”.

بعدها، ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمة رئيسية، حيث ركز على أهمية التراث العربي في تشكيل الحضارة الأوروبية، خاصة من خلال العصور الوسطى. قال سموه: “الشارقة تؤمن بأن الثقافة هي أساس السلام، ومن خلال هذا المركز سنعمل على تبادل المعرفة وتعزيز الروابط بين الشعوب العربية والبرتغالية.” تضمنت الفعاليات جولة في المركز الجديد، الذي يضم مكتبة غنية بالكتب العربية، وغرفة لورش العمل والمحاضرات، بالإضافة إلى اتفاقيات لتبادل الطلاب مع الجامعات الإماراتية.

أهمية المركز

يُعتبر “مركز الدراسات العربية” خطوة استراتيجية في تعزيز التبادل الثقافي، خاصة في ظل الزيادة في الاهتمام بالتراث الإسلامي في أوروبا. سيوفر المركز برامج دراسية متخصصة، بما في ذلك دراسات متقدمة في اللغة العربية، التاريخ الإسلامي، والأدب العربي، بالإضافة إلى أبحاث مشتركة مع جامعات أخرى. كما سيستضيف المركز مؤتمرات وورش عمل لمناقشة قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي، مما يساهم في تعزيز الوعي الثقافي في البرتغال.

في السياق نفسه، يأتي هذا الإفتتاح كجزء من استراتيجية الشارقة الشاملة للثقافة، التي تشمل إنشاء مراكز مشابهة في دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة. وفقًا لتقارير إعلامية، من المتوقع أن يزيد هذا المركز من عدد الطلاب البرتغاليين الذين يتعلمون اللغة العربية، مما يعزز الفرص الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

الآفاق المستقبلية

مع افتتاح هذا المركز، يُتوقع أن يشهد التعاون بين الشارقة وجامعة كويمبرا تطورًا سريعًا، بما في ذلك برامج تبادل طلابية وأكاديمية مشتركة. كما أكد صاحب السمو في تصريحاته أن هذا الحدث “سيكون بداية لمشاريع أكبر، تهدف إلى بناء جيل جديد من المتخصصين في الدراسات العربية في أوروبا.”

في الختام، يمثل افتتاح “مركز الدراسات العربية” في جامعة كويمبرا خطوة واعدة نحو تعزيز الروابط الثقافية بين الشرق والغرب، معلناً عن عصر جديد من التعاون الدولي يعتمد على المعرفة والتفاهم المتبادل. وفي ظل قيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تستمر الشارقة في وضع نفسها كمركز عالمي للثقافة والتعليم.