فريق الترميم المصري، بقيادة الدكتور سعدي أحمد مدير عام ترميم الأقصر، يشارك في مقابلة مع قناة اليوم السابع، حيث يروي المختصون من المرممين والمرممات تجاربهم في إعادة حياة مقبرة أمنحتب الثالث في وادي الملوك. هذا الجهد الجماعي جاء بعد تعاون دولي مع منظمة اليونسكو والحكومة اليابانية، مما ساهم في إكمال المشروع بعد عقدين من العمل الدؤوب. الآن، وبعد إنهاء الترميم، تُفتح المقبرة أمام الزائرين لأول مرة منذ اكتشافها عام 1799، مما يعزز من جاذبية السياحة في محافظة الأقصر.
فريق ترميم مقبرة أمنحتب الثالث يشارك في مقابلة اليوم السابع
في هذا السياق، يبرز دور فريق الترميم المصري الذي عمل جنبًا إلى جنب مع الخبراء الدوليين لإعادة صياغة المقبرة التاريخية في وادي الملوك. الإفتتاح الرسمي للمقبرة، الذي سيحدث صباح اليوم السبت، يأتي على يد وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي، بالتعاون مع الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من القيادات في قطاعي السياحة والآثار. هذا الحدث التاريخي يمثل نقطة تحول في حفظ التراث المصري، حيث استغرق الترميم ثلاث مراحل رئيسية بدأت عام 2004 وانتهت عام 2024. خلال هذه الفترة، تم التركيز على صيانة الجدران والرسومات الداخلية، مما ضمن الحفاظ على جماليات المقبرة وسلامتها الهيكلية. هذا التعاون بين مصر واليابان واليونسكو يعكس التزام العالم بصون الآثار المصرية، التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الإنساني.
إحياء تراث مقابر الفراعنة
عصر أمنحتب الثالث، الذي يعني اسمه “آمون سعيد”، يُعد من أبرز عصور الفن في مصر القديمة، بل وفي تاريخ العالم القديم كله. هذا الفرعون، الذي حكم مصر لأكثر من ثمانية وثلاثين عامًا منذ حوالي 1410 إلى 1372 قبل الميلاد، ورث إمبراطورية قوية من أسلافه مثل أحمس الأول وتحتمس الثالث، مما ساهم في تحقيق مستوى عالٍ من الرخاء والازدهار. أمنحتب الثالث، كالتاسع من ملوك الأسرة الثامنة عشرة في عصر الدولة الحديثة، اعتلى العرش في سن مبكرة بعد وفاة أبيه تحتمس الرابع، معتمدًا على دعم أمه “موت إم ويا”. عهده شهد تطورًا فنيًا وثقافيًا هائلًا، حيث ازدهرت الفنون والعمارة، مما جعل مقبرته في وادي الملوك شاهداً حياً على هذا العصر الذهبي.
مع إعادة افتتاح مقبرة أمنحتب الثالث، يتاح للزوار فرصة استكشاف هذا الإرث العريق، الذي يجسد قوة الحضارة المصرية القديمة. هذا الحدث ليس مجرد إنجاز فني، بل هو خطوة نحو تعزيز السياحة الثقافية في مصر، حيث ستُفتح المقبرة للجمهور لأول مرة بعد 20 عامًا من العمل المتواصل. الترميم لم يقتصر على الجوانب الفنية، بل شمل أيضًا ضمان الاستدامة للموقع الأثري، مما يضمن حمايته لأجيال قادمة. بذلك، يستمر التعاون الدولي في تعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية للسياحة الأثرية، مع التركيز على الجوانب التعليمية والثقافية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. هذا الإنجاز يعكس الجهود المشتركة للحفاظ على الكنوز التاريخية، مما يساهم في إثراء السرد التاريخي العالمي وتعزيز الوعي بأهمية التراث المصري.
تعليقات