إفادت مصادر أمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد وافقت على تخصيص مبلغ يصل إلى 230 مليون دولار لدعم قوات الأمن اللبنانية، وذلك لتعزيز الجهود الرامية إلى نزع سلاح “حزب الله”. وفقاً لتقارير إعلامية غربية، فإن هذا الدعم المالي يتضمن 190 مليون دولار موجهة للجيش اللبناني، و40 مليون دولار لقوات الأمن الداخلي. هذا التمويل يهدف إلى تمكين قوات الأمن الداخلي من القيام بمهام حفظ الاستقرار الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهام أخرى حاسمة مثل حماية الحدود والرد على التهديدات الخارجية. وفق مساعدين ديمقراطيين في الكونغرس، تم الإفراج عن هذه الأموال قبيل انتهاء السنة المالية الأمريكية في 30 سبتمبر الماضي، معتبرين أنها خطوة ذات أهمية بالغة لبلد صغير مثل لبنان في ظل التحديات الأمنية المتنوعة.
دعم الأمن اللبناني
يؤكد هذا الدعم الأمريكي على التزام الولايات المتحدة بتعزيز قدرات القوات اللبنانية، رغم سياسة تقليص المساعدات الخارجية بشكل عام بسبب الأولوية لمبدأ “أمريكا أولاً”. وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، تساهم هذه المساعدات في تعزيز السيادة اللبنانية عبر الأراضي، إلى جانب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يمثل الإطار الأساسي لضمان أمن مستدام لكل من الشعب اللبناني والإسرائيلي. هذا الدعم يأتي في وقت تشهد فيه لبنان جهوداً حكومية لتوحيد البلاد تحت لواء دولة واحدة، جيش واحد، وقانون واحد، كما أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في تصريحاته، مشدداً على أن امتلاك بعض الأطراف للسلاح يعيق تحقيق المساواة بين المواطنين.
تعزيز السيادة والأمان
في هذا السياق، أقرت الحكومة اللبنانية خطة الجيش لضمان حصر السلاح في يد الدولة، مع بدء تنفيذها وفق الإمكانات المتاحة اعتباراً من الخامس من سبتمبر الماضي. كما طلبت إدارة الرئيس جوزيف عون والرئيس الوزراء نواف سلام من الجيش وضع خطة شاملة لإنهاء انتشار السلاح غير الرسمي بحلول نهاية العام الحالي، رغم رفض “حزب الله” لمثل هذه الدعوات. هذه الخطوات تعكس التزاماً لبنانياً بتعزيز الأمن الداخلي وتحقيق الاستقرار، معتمداً على الدعم الدولي لمواجهة التحديات. وبينما يستمر التركيز على تنفيذ قرارات دولية، فإن هذا الدعم الأمريكي يمثل خطوة حاسمة نحو بناء قدرات أمنية أقوى، مما يساعد في الحد من التدخلات الخارجية وتعزيز الوحدة الوطنية. في الختام، يبرز هذا التعاون كجزء من جهود أوسع لتحقيق السلام المستدام في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعمل الجميع على مواجهة التهديدات المشتركة وضمان مستقبل أكثر أماناً للشعوب.
تعليقات