إثارة لعبة الرجال في قنا.. المئات يتفوقون على مهارة لاعبي التحطيب (فيديو)

شهدت احتفالية دندرة بمحافظة قنا إقامة لعبة التحطيب، حيث جذبت هذه الفعالية مئات المتفرجين الذين تأملوا في مهارة اللاعبين وأدائهم المذهل. كانت المناسبة جزءًا من الملتقى الثقافي السنوي الذي يحتفي بالتراث المحلي، ويعرض ألعابًا تقليدية تعكس روح الصعيد. خلال البث المباشر الذي قدمه، تمكن الجمهور من مشاهدة كيفية تنظيم الفعالية، حيث يتم دعوة اللاعبين مسبقًا للمشاركة في حلقة التحطيب، مع وجود كبار الخبراء الذين يشرفون كمحكمين على المنافسة.

لعبة التحطيب في قنا

تعتبر لعبة التحطيب واحدة من أبرز الرموز الثقافية في محافظة قنا، حيث تجمع بين الترفيه والوراثة الشعبية. يصف أهالي المنطقة، مثل أسامة محمد، كيف أن هذه اللعبة تنظم سنويًا ضمن فعاليات الملتقى الثقافي، إلى جانب ألعاب أخرى مثل المرماح، لتعيد إحياء التقاليد القديمة. اللاعبون، الذين يأتون من مختلف القبائل، يدخلون الحلقة بعد ترتيب مسبق، حيث يقوم المحكمون بضمان سير المنافسة بسلاسة، مع التركيز على القواعد التقليدية التي تحافظ على سلامة الجميع. هذه اللعبة ليست مجرد ترفيه، بل هي تعبير عن القوة والمهارة في الدفاع عن النفس، كما أنها جزء أساسي من حياة أبناء الصعيد منذ سنوات طويلة.

فنون الدفاع بالعصا

يعرف “التحطيب” أيضًا باسم “لعبة العصا”، وهو فن تقليدي نشأ في أوساط قبائل الصعيد وأصبح جزءًا لا يتجزأ من تراثهم الشعبي. منذ الصغر، يتعلم الأطفال هذه المهارات التي تعزز القدرة على الدفاع عن النفس، مما يجعلها أكثر من مجرد لعبة رياضية؛ إنها رمز للقوة والانضباط. مع مرور الزمن، تحولت إلى تراث يتوارثه الأجيال عبر السنين، خاصة خلال المناسبات الاحتفالية مثل الأعياد والأفراح. في هذه السياقات، يتجمع الشباب والكبار حول حلقات التحطيب، حيث يعرض اللاعبون براعتهم في التعامل مع العصا، مما يعكس الروابط الاجتماعية والثقافية القوية في المنطقة. على سبيل المثال، في احتفالية دندرة، لم يكن التركيز فقط على المنافسة، بل على تعزيز الروابط بين أفراد القبائل، حيث يشكل هذا النشاط فرصة لتبادل الخبرات والقصص الشعبية.

بالإضافة إلى ذلك، يبقى “التحطيب” جزءًا حيويًا من الحياة اليومية في قنا، حيث يقام على هامش الليالي الثقافية والأحداث المحلية. هذا الفن ليس محصورًا على فئة عمرية معينة، بل يجذب الكثير من الشباب والعائلات الكبيرة، الذين يرون فيه وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية. خلال السنوات الأخيرة، ساهم انتشار مثل هذه الفعاليات في جذب الانتباه الوطني، مما يعزز من دورها في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة. على سبيل المثال، في الملتقى الثقافي، يتم دمج التحطيب مع أنشطة أخرى تُبرز التراث الشعبي، مثل الرقصات التقليدية والحكايات الشفهية، ليصبح الحدث تجربة شاملة تعكس غنى التاريخ المحلي. هذا الاندماج يساعد في الحفاظ على التقاليد من الاندثار، مع تشجيع الجيل الجديد على المشاركة الفعالة. في نهاية المطاف، يظل التحطيب رمزًا للصمود والفخر المحلي، حيث يواصل جذب المتفرجين من مختلف الأعمار والخلفيات، مما يعزز من قيمة التراث كعامل تواصل اجتماعي قوي في صعيد مصر.