صحيفة المرصد.. بالفيديو: بن مرجاح يحكي قصة وقوف بن مبيريك إلى جانب الملك عبد العزيز خلال حصار جدة ورسالة الملك له!
قصة الوفاء التي رواها عبدالله بن مرجاح تسلط الضوء على علاقة استثنائية بين بن مبيريك والملك عبدالعزيز، حيث تجسدت قيم الشجاعة والولاء في أشد الظروف صعوبة. خلال حصار جدة، الذي استمر لفترات طويلة، كان الجيش يعاني من الملل والإرهاق، مما دفع بن مبيريك للتدخل بشكل فوري وفعال. قدم دعمه غير المشروط من خلال توفير المؤن والعتاد اللازمين، بما في ذلك 900 بعير محملة بالأرز والخبز والإمدادات الأساسية، قائلاً للملك عبدالعزيز: “جميع ما تبون عندي”. هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل كان بمثابة ركيزة أساسية ساعدت في تعزيز المقاومة وصون الروح المعنوية، مما جعل بن مبيريك واحداً من أبرز رموز الصداقة والإخلاص.
بن مبيريك: رمز الوفاء في تاريخ الملك عبدالعزيز
في تلك الفترة، أكد الملك عبدالعزيز على عمق الارتباط الذي جمعه ببن مبيريك، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أشخاص وقفوا إلى جانبه في أوقات الشدة من خلال دعمهم المالي والمعنوي. كان بن مبيريك أحد هؤلاء، إلى جانب عبدالرحمن القصيبي وعبدالرحمن السبيعي، حيث قال الملك: “إخواني الثلاثة الذين وقفوا معي بالشدة وبالمال”. هذا الاعتراف لم يكن كلاماً عادياً، بل عكس حقيقة العلاقة المتينة التي بنيت على أسس من التضحية والثقة. بن مبيريك لم يقتصر دوره على تلك اللحظة الحرجة، بل استمر في الحفاظ على هذا الارتباط على مر السنين، مما جعله شخصية بارزة في السرد التاريخي لتلك الحقبة.
الإخلاص التاريخي للصديق المخلص
مع مرور الزمان، برزت قصص أخرى تؤكد على عمق هذا الولاء، خاصة في لحظات الحزن والفقدان. عند وفاة منصور بن عبد العزيز، أرسل بن مبيريك برقية تعزية إلى الملك عبدالعزيز، مما أثار استجابة ملكية كبيرة. رد الملك بإرسال طائرة خاصة لنقله، حيث تم استقباله في المطار من قبل الأمير متعب وكبار الوزراء. لم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل رافقتهم سيارة الملك الخاصة، ووصلوا إلى القصر حيث ركب بن مبيريك عربة الملك التي كانت هدية من روز فلت، وكان الملك يطلق عليها لقب “الحصان”. تميز الاستقبال بالكرم الشديد، حيث قاد بن مبيريك إلى القسم الخاص بالعائلة عبر المصعد، وهناك استقبله الملك عبدالعزيز شخصياً قائلاً: “هذا أخي الذي وقف معي وقت الشدة”. هذه الحادثة لم تكن مجرد تعبيراً عن الامتنان، بل كانت تذكيراً بأهمية الصداقات التي تصمد أمام التحديات.
في الختام، يمثل بن مبيريك نموذجاً حياً للشجاعة والتضحية، حيث لعب دوراً حاسماً في مسيرة الملك عبدالعزيز. من خلال دعمه خلال الحصار، واستمراره في الحفاظ على الروابط، أصبح جزءاً لا يتجزأ من التاريخ السعودي. هذه القصص تعكس كيف يمكن للإخلاص أن يغير مجرى الأحداث، وتلهم الأجيال القادمة بأهمية الوقوف إلى جانب الآخرين في أوقات الشدة. إن تأثير بن مبيريك يتجاوز الحدث نفسه، فهو يمثل قيم الوفاء التي تشكل الهوية الاجتماعية، ويذكرنا بأن الصداقات الحقيقية تبنى على أساس من الثقة والتضحية. في عصرنا الحالي، حيث يسود التحديات، يظل مثل هذا الولاء مصدر إلهام للمحافظة على الروابط الإنسانية. إن رواية هذه القصص ليس فقط استعادة للتاريخ، بل دعوة لتعزيز قيم الإخلاص في حياتنا اليومية، مما يجعل بن مبيريك رمزاً خالداً في الذاكرة الجماعية.
تعليقات