في محافظة كفر الشيخ، يبرز موسم الحصاد كفرصة لتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام، حيث يركز المزارعون على جمع ثمار الأرض بطرق تعيد استخدام الموارد بشكل فعال. هذا الموسم يجسد جهود المزارعين في تحويل القش الناتج عن الزراعة إلى موارد قيمة، مما يساهم في دعم الاقتصاد الريفي والبيئة.
حصاد الأرز في كفر الشيخ
يواصل المزارعون في كفر الشيخ عملهم النشيط خلال موسم الحصاد، حيث يتم جمع محصول الأرز بشكل واسع النطاق. تشمل الأراضي الزراعية في المنطقة أكثر من 265 ألف فدان مخصصة لزراعة الأرز، وفقاً للتقديرات الرسمية. حتى الآن، تم حصاد حوالي 75% من هذه المساحات عبر مختلف المدن والقرى، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في أساليب الزراعة. يركز العمل حالياً على حصاد القمح إلى جانب دراس قش الأرز، الذي يُعتبر أكثر فائدة كعلف للماشية مقارنة بقش القمح. هذا النهج يساعد في تقليل الهدر وتعزيز الاستدامة، حيث ينتشر المزارعون عبر الحقول لجمع الإنتاج وتحويله. بالإضافة إلى ذلك، أدى هذا التركيز على إعادة الاستخدام إلى تراجع كبير في حوادث حرق القش، مما يحمي البيئة من التلوث ويحول الآثار السلبية إلى فوائد اقتصادية.
من جانب آخر، يعبر المزارعون عن حماسهم لاستغلال قش الأرز بشكل كامل، حيث يتم نقله إلى المخازن ليصبح علفاً أساسياً للماشية خلال فصل الشتاء. هذا النهج يضمن توافر موارد غذائية للحيوانات في فترات البرد، ويسمح باستخدام الحصاد الصيفي لدعم الإنتاج طوال العام. تتنوع الطرق المستخدمة لدراس القش، مثل تحويله إلى كومات للصناعة أو استخدامه مباشرة كعلف، مما يجعله أكثر سهولة في الهضم للماشية. هذه العملية ليس فقط تعزز الكفاءة الزراعية، بل تكسب المزارعين دخلاً إضافياً، حيث يصل سعر قيراط الأرض إلى 100 جنيه في بعض الحالات.
دراس قش الأرز للاستفادة
يُعد دراس قش الأرز خطوة حاسمة في عملية الإنتاج الزراعي في كفر الشيخ، حيث يتم تحويله إلى موارد متعددة الاستخدامات. هذه العملية تشمل طريقتين رئيسيتين: الأولى هي تحويل القش إلى كومات للاستخدام الصناعي، والثانية هي الدراس العادي الذي يحوله مباشرة إلى علف قابل للتخزين. في الطريقة الأولى، يدخل القش في صناعات متنوعة، مما يزيد من قيمته الاقتصادية، بينما في الثانية، يصبح علفاً سهل الهضم يقدم مباشرة للماشية. هذا التوجه يعكس التزام المزارعين بتعظيم الإنتاج، حيث يتم تخزين العلف للاستخدام طوال فصل الشتاء، مما يضمن توازن غذائي للحيوانات ويحد من الاعتماد على الموارد الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا النهج في دعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل إضافية في مجال معالجة المحاصيل الثانوية. مع تزايد الوعي بأهمية الزراعة المستدامة، يتجه المزارعون نحو تبني تقنيات حديثة تجعل دراس القش أكثر كفاءة، مما يعزز من الإنتاجية العامة للمنطقة. هذا النهج ليس فقط يحقق فوائد فورية للمزارعين، بل يسهم في بناء قاعدة اقتصادية أقوى لمحافظة كفر الشيخ، مستفيداً من موارد الأرض بشكل متوازن.
تعليقات