فيديو فيروسي يوثق وصول سفن أسطول الصمود إلى غزة.. إليك الحقيقة الكاملة!

دبي، الإمارات العربية المتحدة – شهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتشار واسع لمقطع فيديو يدعي وصول إحدى سفن “أسطول الصمود العالمي” إلى قطاع غزة، مما أثار مزاعم حول كسر الحصار الإسرائيلي. الفيديو، الذي حصل على ملايين المشاهدات، يصاحبه وصف يؤكد نجاح المهمة، لكنه في الواقع يمثل حدثاً سابقاً غير مرتبط بالوضع الحالي، كما كشفت تحقيقات دقيقة.

تحقيق في مزاعم أسطول الصمود

يظهر الفيديو أجواء احتفالية حول قوارب في ميناء، مع مؤثرات صوتية مضافة تشجيعاً، إلا أن التحقق يكشف أن هذا المقطع الأولي نشر في 10 سبتمبر الماضي خلال وداع آلاف التونسيين للسفن من ميناء سيدي بوسعيد في تونس. هذا الفيديو لم يكن يسجل وصولاً إلى غزة، بل كان جزءاً من التحرك الأولي للأسطول نحو البحر المتوسط. تم تعديل نسخة المتداولة لاحقاً بإضافة عناصر تزعم الوصول، مما يجعلها مضللة تماماً. وفق التحليل، تتطابق الطوابع الجغرافية في الفيديو، مثل خلفيات الميناء والهياكل المحيطة، مع صور من خدمة غوغل ستريت ماب لنفس المنطقة في تونس، مما يؤكد عدم ارتباطها بغزة.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد العديد من المقاطع المشابهة نشرت في الفترة ذاتها، وتبرز كيف أن السياق الأصلي كان ترحيلاً لا وصولاً. هذا الانتشار يأتي في وقت تزخر فيه التقارير بمحاولات الأسطول لكسر الحصار الإسرائيلي، الذي يستمر منذ 18 عاماً، حيث تم اعتراض معظم السفن من قبل القوات الإسرائيلية. على سبيل المثال، أعلن الأسطول أن آخر قارب متبقٍ، المسمى “مارينيت”، تم اعتراضه على بعد 42.5 ميل بحري من غزة، رغم حمله لمساعدات إنسانية ومتطوعين.

انتهاكات الحصار البحري

في سياق هذه الأحداث، يبرز دور القوات الإسرائيلية في عرقلة الجهود الإنسانية، حيث اعترضت 42 سفينة كانت تحمل مساعدات أساسية لسكان غزة. هذا السلوك يعكس التحديات التي تواجه أي محاولة لكسر الحصار، الذي يمنع وصول المواد الضرورية للملايين من السكان. وفق بيان صادر عن الأسطول، تمت هذه العرقلة بشكل غير قانوني على مدار 38 ساعة، مما يؤشر على تصعيد التوترات في المنطقة. من ناحية أخرى، نفت السلطات الإسرائيلية بعض التفاصيل، مؤكدة اعتراض سفينة واحدة فقط، لكن الواقع يظهر صعوبة الوصول بحرياً إلى غزة.

بشكل عام، يعد هذا الفيديو المضلل مثالاً على كيف يمكن استخدام الإعلام لتشويه الحقائق، خاصة في قضايا حساسة مثل الأزمة في غزة. الأسطول، الذي يسعى لإيصال المساعدات عبر البحر المتوسط، يواجه تحديات كبيرة، بينما يستمر الحصار في تفاقم المأساة الإنسانية. هذه الحوادث تذكر بأهمية التحقق من المصادر قبل نشر المعلومات، لتجنب انتشار الشائعات التي تعيق الجهود الإنسانية الحقيقية. في نهاية المطاف، يظل السؤال مفتوحاً حول فعالية مثل هذه المهمات في مواجهة السياسات الدولية المعيقة.