بالفيديو.. بن مرجاح يكشف قصة دعم بن مبيريك للملك عبد العزيز في حصار جدة ورسالة الملك تجاهه!

في تاريخ المملكة العربية السعودية، يبرز دور الأفراد الذين جسدوا روح الوفاء والتضحية في أوقات الشدة. يروى أن بن مبيريك كان واحداً من أبرز تلك الشخصيات، حيث قدم دعماً لافتاً للملك عبد العزيز خلال فترة حصار جدة. هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل تحول إلى رابط صداقة عميقة، جعل بن مبيريك رمزاً للشجاعة والإخلاص وسط تحديات الحرب. مع مرور الزمن، جمعت هذه القصة بين البطولة الشخصية ودروس التاريخ الذي يؤكد على قيمة الوقوف إلى جانب الآخرين في أشد العقبات صعوبة.

بن مبيريك: الداعم الأصيل في حصار جدة

خلال تلك الفترة المليئة بالتوتر، روى عبد الله بن مرجاح في لقاء مع بودكاست “ثمانية” تفاصيل عن كيف أن بن مبيريك قدم دعماً حاسماً للملك عبد العزيز. مع طول الحصار الذي أدى إلى شعور الجيش بالملل والإرهاق، توجه بن مبيريك مباشرة إلى الملك وقال له: “جميع ما تبون عندي”، ثم قدم موارد هائلة تشمل 900 بعير محملة بالأرز والخبز والإمدادات الأساسية، مما ساعد في تعزيز معنويات القوات واستمرار المقاومة. هذا الدعم لم يكن بسيطاً، بل كان خطوة تحولت إلى دليل واضح على الإخلاص، حيث أصبح بن مبيريك من أقرب المقربين إلى الملك. الملك نفسه أشاد بهذا النوع من الصداقة، مذكراً بأن هناك ثلاثة أشخاص وقفوا إلى جانبه في تلك الظروف الصعبة: بن مبيريك، وعبد الرحمن القصيبي، وعبد الرحمن السبيعي. هذه الرواية تسلط الضوء على كيف أن بن مبيريك لم يقتصر دوره على الجانب المادي، بل امتد إلى بناء روابط شخصية قوية استمرت طوال حياة الملك.

الصديق المخلص في لحظات الوقوف

يظل بن مبيريك نموذجاً حياً للوفاء، خاصة في قصة عزائه بعد وفاة منصور بن عبد العزيز. حينها، أرسل بن مبيريك برقية تعزية إلى الملك عبد العزيز، مما أثار إعجاباً كبيراً. رد الملك بكلمات تنم عن التقدير، قائلاً: “تقعد ويجيك مني خبر”، ثم أرسل طائرة خاصة ليتم استقباله بكرامة عالية. في المطار، التقى بالأمير متعب وكبار الوزراء، ثم ركب سيارة الملك الخاصة، ومن ثم انتقل إلى القصر حيث استخدم الملك عربة يطلق عليها لقب “الحصان”، وهي هبة من روز فلت. هذا الاستقبال الفاخر لم يكن مجرد بروتوكول رسمي، بل تعبير عن الارتباط العميق الذي قاله الملك مباشرة: “هذا أخي الذي وقف معي وقت الشدة”. تتعدى هذه الحكاية مجرد سرد تاريخي، فهي تعكس كيف يمكن للعلاقات الشخصية أن تؤثر في مسار الأحداث الكبيرة. بن مبيريك لم يكن مجرد صديق، بل كان عموداً دعم به الملك في أوقات الضعف، مما يذكرنا بأن الشجاعة الحقيقية تكمن في الوقوف للآخرين، حتى عندما تكون المخاطر عالية.

في الختام، تظل قصة بن مبيريك مصدر إلهام للأجيال القادمة، حيث تجسد كيف يمكن للفرد الواحد أن يغير مجرى التاريخ من خلال الإخلاص والتضحية. هذه القصص من ماضينا تخبرنا أن الصداقة الحقيقية لا تنتهي مع الشدائد، بل تنمو من خلالها، مما يعزز قيم الوحدة والدعم المتبادل في مجتمعنا. لذا، يستمر تراث بن مبيريك كعبرة حية عن قوة الروابط الإنسانية في مواجهة التحديات.