بحث وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، في لقاء مع نائب مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، السفير أليكسيس أندريس، ومسؤول مكتب اليمن في الخارجية الفرنسية، بيير بيجارد، مستجدات الأوضاع في اليمن والتطورات الإقليمية والدولية المتصلة بها. خلال اللقاء، الذي حضره سفير اليمن لدى فرنسا، د. رياض ياسين، ركز الإرياني على سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات الإعلامية والثقافية والسياحية. أبرز الوزير الدعم الفرنسي للحكومة الشرعية اليمنية في سعيها لاستعادة مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار، مع الإشادة بالمساهمات الإنسانية والتنموية، خاصة في قطاع الثقافة، إلى جانب الدور الفعال للسفيرة الفرنسية في اليمن، كاترين كمون.
بحث التعاون اليمني الفرنسي
في سياق المناقشات، حذر الإرياني من الهجمات الإرهابية التي شنتها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، مثل الهجوم الأخير على سفينة شحن هولندية، معتبراً أن استمرار هذه الاعتداءات يهدد خطوط الملاحة الدولية. أكد أن الحكومة اليمنية قد حذرت مرات عديدة من تنامي هذا الخطر، الذي تجاهله المجتمع الدولي حتى أصبح يمس أمن التجارة العالمية. لذا، دعا الوزير إلى تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة ودول أخرى، معتبراً أن التهاون يشكل دعوة صريحة لمواصلة أنشطتهم الإرهابية. كما أوضح أن الحوثيين تحولوا إلى أداة لتصفية الحسابات الإقليمية، مع تطور قدراتهم العسكرية بفضل الدعم الإيراني، حيث تشير المعلومات المتاحة إلى امتلاكهم مكونات أسلحة كيميائية وبيولوجية، مما يمثل تهديداً يتجاوز حدود اليمن إلى المنطقة والعالم بأسره.
مناقشة الدعم والإصلاحات
في هذا السياق، دعا الإرياني إلى دعم الحكومة اليمنية والجيش الوطني لتعزيز قدراتهما في ضبط الأمن ومكافحة الإرهاب، مع التركيز على أهمية موقف أوروبي حازم تجاه الإرهاب في البحر الأحمر وباب المندب. استعرض الوزير الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة مؤخراً، والتي أدت إلى تحسن في سعر الصرف، مع الشكر للمملكة العربية السعودية على دعمها المالي، مثل التمويل بقيمة 385 مليون دولار للموازنة، الذي سيساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي. كما رحب بفكرة توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية ونظيرتها الفرنسية لمكافحة تهريب ونهب الآثار اليمنية، مستنداً إلى نموذج المذكرة مع الولايات المتحدة. شكر الإرياني الحكومة الفرنسية على استعادتها 16 قطعة أثرية يمنية، واقترح تنظيم معرض خاص لعرضها، معتبراً ذلك خطوة نحو تعزيز التعاون الثقافي.
من جانبه، أكد السفير أليكسيس أندريس التزام فرنسا بتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير مجالات التعاون المشترك، مع تكثيف التنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. أبرز أن فرنسا تستمر في دعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، مما يعكس الرؤية المشتركة لمواجهة التحديات. هذا اللقاء يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط بين البلدين، مع التركيز على الجانب الإنساني والثقافي، حيث يمكن أن يساهم في بناء جسر من الثقة والتعاون المستدام، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية والحاجة إلى دعم اقتصادي شامل. في الختام، يؤكد هذا البحث على أهمية الشراكة الدولية في حل الصراعات، مع الالتزام بمبادئ السلام والتنمية.
تعليقات