في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها اليمن، حيث انهار العديد من سبل العيش التقليدية، بات الكثير من الشباب اليمني يبحثون عن فرص جديدة عبر المنصات الرقمية. هؤلاء الناشطون، الذين يقضون ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي، لجأوا إلى تحويل نشاطاتهم اليومية إلى مصادر دخل، مستغلين ميزات مثل “تحقيق الدخل” على منصات عالمية رغم عدم توافرها رسميًا في اليمن. هذا التحول يعكس الإبداع والتكيف مع الظروف الصعبة، حيث اضطرت بعضهم إلى مغادرة البلاد مؤقتًا نحو دول مجاورة مثل السعودية لتفعيل هذه الخيارات.
تحقيق الدخل الرقمي في اليمن رغم التحديات
مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن، التي أدت إلى توقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين لشهور متتالية، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ملاذ للعديد من الشباب. هؤلاء الناشطون، بينهم الشعراء والإعلاميون، وجدوا في النشاط الرقمي فرصة لجني دخل متواضع من خلال نشر محتوى جذاب، سواء كان ترفيهيًا أو تعليميًا أو توعويًا. على سبيل المثال، برز الشاعر والإعلامي عبدالقوي المفلحي كقدوة، حيث ظهر في تسجيلات مرئية من السعودية يشجع زملاءه على استغلال وقتهم اليومي عبر هذه المنصات. يؤكد المفلحي أن هذه المنصات لم تعد مجرد أدوات للتعبير، بل أصبحت سوق عمل حقيقية تقدم عوائد مالية، خاصة في غياب فرص العمل التقليدية داخل البلاد.
تقارير متخصصة تشير إلى أن بعض الناشطين اليمنيين نجحوا في تحقيق دخل شهري متفاوت، حتى لو كان غير كافٍ لتغطية جميع الاحتياجات الأساسية. هذا الدخل يمثل “شريان حياة” لهم، حيث يعتمدون على محتوى يجذب الجمهور من خلال حسابات مسجلة في دول مؤهلة. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو استثناء اليمن من قوائم الدول الرسمية لبرامج مشاركة الإيرادات، مما يدفع البعض إلى السفر مؤقتًا لتفعيل هذه الميزات.
فرص الربح الرقمي كبديل مبتكر
يشكل الربح الرقمي نموذجًا مبتكرًا للشباب اليمني، الذي يتأقلم مع التغيرات الاقتصادية من خلال استغلال تقنيات العصر. في هذا السياق، أصبحت منصات مثل فيسبوك وغيرها أدوات أساسية لتحويل الجهد الإبداعي إلى موارد مالية، رغم الصعوبات اللوجستية. الناشطون يركزون على إنتاج محتوى عالي الجودة، سواء كان فكاهيًا لجذب المتابعين أو ثقافيًا لنشر الوعي، مما يساعد في بناء جمهور أكبر وبالتالي زيادة الإيرادات. هذا النهج ليس مجرد حل طارئ، بل يعبر عن براعة الشباب في استثمار أدوات الرقمنة لضمان استمرارية حياتهم اليومية.
مع استمرار الأزمة، يتوقع مراقبون أن يشهد هذا الاتجاه انتشارًا أوسع، حيث يرى الكثيرون فيه السبيل الوحيد للعيش الكريم في ظل انعدام الفرص الاقتصادية داخل اليمن. على سبيل المثال، يحول بعض المدونين نشاطاتهم اليومية إلى مصادر دخل دائمة، مما يدعم أسرهم ويساهم في تعزيز الاستقلال المالي. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو التوسع في الوصول إلى هذه الفرص دون الحاجة إلى مغادرة البلاد، خاصة إذا تمت إدراج اليمن في قوائم الدول المؤهلة لبرامج الربح الرقمي. هذه الظاهرة تبرز كدليل على قدرة الشباب اليمني على التكيف، حيث يحولون الضغوط الاقتصادية إلى فرص للابتكار والنمو، مما يعكس أهمية الرقمنة في بناء مستقبل أفضل رغم الظروف القاسية.
تعليقات