توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحملة قوية ضد حركة حماس، متعهداً بأنها ستواجه عواقب شديدة إذا لم توافق على صفقة إنهاء الصراع في غزة. في تصريحاته الأخيرة، أكد ترمب أنه يمنح الحركة مهلة قصيرة حتى مساء الأحد بتوقيت واشنطن للرد على الاقتراح، معتبراً أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب كارثة شاملة. وفقاً لتصريحاته، تهدف الخطة المقترحة إلى إنقاذ أرواح المقاتلين المتبقين في حماس، الذين وصفهم بأنهم محاصرون وسيواجهون مطاردة لا هوادة فيها إذا رفضوا الاستسلام. يرى ترمب أن حماس قد مثلت تهديداً دائماً في الشرق الأوسط، مما يبرر في رأيه الحاجة إلى حل فوري يضمن السلام والأمان.
تحذيرات ترمب لحركة حماس
في سياق هذه التصريحات، كشفت الإدارة الأمريكية عن خطة شاملة تتكون من 20 بنداً لإنهاء الحرب وتعزيز السلام في المنطقة. تشمل الخطة تشكيل مجلس سلام دولي برئاسة ترمب نفسه، الذي سيشرع في إدارة عمليات إعادة الإعمار في غزة. هذا الإطار الجديد يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لبناء البنية التحتية المدمرة، مع ضمان انتقال سلس للسلطة إلى السلطة الفلسطينية بمجرد تهيئة الظروف المناسبة. تركز الخطة على حلول عملية قد تنهي النزاع بشكل دائم، مع التأكيد على أهمية قبول حماس لهذه الشروط لتجنب المزيد من الدمار والخسائر البشرية. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر في كيفية تنفيذ هذه الخطة وسط التوترات المستمرة في المنطقة.
التحولات في الرأي العام تجاه الصراع
بالتوازي مع هذه التطورات، أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تحولاً كبيراً في آراء الجمهور حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفقاً للنتائج، تراجع دعم إسرائيل إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، فيما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين بشكل ملحوظ، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لوقف القتال في غزة. يعكس هذا التحول تأثير الأزمة الإنسانية الواضحة في القطاع، حيث أسفرت الحرب عن آلاف الضحايا وتدمير واسع للبنية الأساسية. على وجه التحديد، أفاد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسات أكاديمية أن 34% فقط من المشاركين يميلون إلى جانب إسرائيل، مقارنة بـ47% في استطلاع سابق من ديسمبر 2023. في المقابل، أعرب 35% عن تعاطف أكبر مع الفلسطينيين، مقابل 20% فقط في السابق، بينما أشار 19% إلى تعاطفهم مع كلا الجانبين بالتساوي، و12% لم يحددوا موقفهم. هذا التبدل يعكس زيادة الوعي العام بقضايا النزاع، خاصة مع انتشار صور الدمار والمعاناة في غزة عبر وسائل الإعلام.
يمكن أن يكون هذا التحول في المزاج الشعبي دافعاً إضافياً للسعي نحو حل دبلوماسي، حيث يزيد من الضغوط على القادة الأمريكيين لتبني سياسات متوازنة. في الوقت نفسه، يبرز دور ترمب كمحرك رئيسي لهذه الجهود، مع تركيزه على إنهاء الصراع من خلال اتفاق يعيد الاستقرار إلى المنطقة. ومع استمرار الجدل حول فعالية الخطة، يبقى السؤال الأكبر حول ما إذا كانت حماس ستوافق على الشروط، أم أن الوضع سينزلق نحو تصعيد أكبر. في النهاية، يتعلق الأمر بإيجاد توازن بين الحاجة إلى الأمان والسلام من جهة، ومطالب الشعوب من جهة أخرى، في محاولة لإنهاء عقود من التوترات في الشرق الأوسط. وفي ظل هذه التطورات، يبرز أن الجهود الدبلوماسية تحتاج إلى دعم دولي واسع لتحقيق نجاح حقيقي يمنع اندلاع جولات جديدة من الصراع.
تعليقات