توفي الفنان العراقي إياد الطائي بعد صراع طويل مع المرض.

رحل الفنان العراقي إياد الطائي عن عالمنا في عمر الستين عامًا، بعد معاناة طويلة مع الأمراض التي أثرت عليه في الأشهر الأخيرة، مما دفع إياه للسفر إلى الهند للعلاج. كان الطائي شخصية فنية بارزة ساهمت بأعمالها في إغناء الثقافة العراقية، حيث ترك تراثًا غنيًا من الأدوار التلفزيونية والمسرحية التي لاقت إعجاب الجمهور على مر السنين.

وفاة الفنان العراقي إياد الطائي

في الفترة الأخيرة، عانى إياد الطائي من معقدات صحية خطيرة، بما في ذلك عجز في الكليتين وورم خبيث في الكبد، الأمر الذي أجبره على السفر إلى الهند لتلقي العلاج المتخصص. وفقًا لإعلان نقابة الفنانين العراقيين، كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، حيث بدت عليه علامات الإرهاق وفقدان الوزن بشكل واضح. رغم ذلك، استمر في تحقيق إنجازات فنية هائلة خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من 25 عامًا، حيث قدم مئات الأعمال التي رسخت مكانته كإحدى أبرز الشخصيات في الساحة الثقافية العراقية. من بين تلك الأعمال، يبرز مسلسل “عفو عام” الذي عرض خلال رمضان الماضي، بالإضافة إلى “حدث في الهاوية”، “مناوي باشا”، “أيام التحدي”، “علي الوردي”، “الباشا”، “سنوات تحت الرماد”، “حامض حلو”، و”ضربة زاوية”. هذه الأعمال لم تكن مجرد تمثيلات عادية، بل عكست قدرته على التعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية بأسلوب فني مميز، مما جعل جمهوره يتعلق به كثيرًا.

رحيل فنان عراقي مميز

على الرغم من النجاحات الفنية التي حققها، واجه إياد الطائي صعوبات مالية كبيرة خلال فترة علاجه، إلا أن دعمًا من الجهات الرسمية ساهم في تخفيف العبء، حيث تم تحمل نفقاته من خلال صندوق خاص. الطائي، الذي ولد في عام 1965، كان حاصلًا على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية، وشغل منصبًا كمدرس في معهد الفنون الجميلة، بالإضافة إلى عضويته في اتحاد المسرحيين العراقيين. ساهمت خبرته الواسعة في تشكيل جيل جديد من الفنانين من خلال تدريسه ومشاركاته، حيث دمج بين التمثيل والتعليم ليصبح نموذجًا للإخلاص الفني. في مسيرته، لم يقتصر دوره على الشاشة أو المسرح فقط، بل امتد إلى تعزيز الثقافة العراقية عبر أعماله التي تناولت مواضيع مثل التحديات اليومية، الصراعات الاجتماعية، والقيم الأخلاقية. هذا التراث الفني الذي تركه يظل مصدر إلهام للعديد من الفنانين الشبان، الذين يتذكرونه كرمز للإصرار والإبداع رغم الظروف الصعبة. إن رحيل الطائي يمثل خسارة كبيرة للساحة الفنية في العراق، حيث كان يمثل جسرًا بين الأجيال، راويًا قصصًا تعكس تاريخ البلاد وآمال شعبها. بفضل مساهماته المتعددة، سيظل ذكره حيًا في القلوب والأعمال التي خلدها، مستمرًا في إثراء الثقافة العربية ككل.