رئيس الدولة يبحث مع رئيس الوزراء اليمني سبل تعزيز العلاقات الثنائية

أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في لقاء تاريخي عكس التزام الدولتين بتعزيز التعاون المشترك، بحث رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع رئيس الوزراء اليمني، معالي معين عبد الملك سعيد، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. التقى الجانبان في قصر الرئاسة بأبو ظبي، حيث ركز اللقاء على جوانب التعاون الاقتصادي، الأمني، والإنساني، في محاولة لتعزيز الروابط الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة واليمن.

يأتي هذا اللقاء في ظل التحديات التي يواجهها اليمن، مثل الصراعات الداخلية والأزمة الإنسانية، حيث أكد سموه على دعم الإمارات الثابت لليمن في مسيرة بناء السلام والاستقرار. وقال رئيس الدولة في تصريح صحفي عقب اللقاء: “نؤمن بأن تعزيز العلاقات الثنائية يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الإقليمي. اليمن شريك استراتيجي لنا، وسنواصل دعمنا لشعبه نحو مستقبل أفضل”. من جهته، أعرب رئيس الوزراء اليمني عن امتنانه لموقف الإمارات الداعم، قائلاً: “هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية، وسيساهم في تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية”.

خلال المناقشات، ركز الجانبان على عدة محاور رئيسية. أولاً، التعاون الاقتصادي، حيث تمت مناقشة زيادة الاستثمارات الإماراتية في اليمن في قطاعات مثل الطاقة، الزراعة، والصحة. الإمارات تعد واحدة من أكبر المستثمرين في اليمن، حيث ساهمت في مشاريع تستهدف تقليل البطالة وتحسين الخدمات الأساسية. ثانياً، الأمن والاستقرار، حيث أكد الطرفان على أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف، مع التركيز على تبادل المعلومات والتدريب المشترك للقوات الأمنية. وأخيراً، الدعم الإنساني، حيث تعهدت الإمارات بزيادة المساعدات الإغاثية لليمن، خاصة في مجال الصحة العامة والتعليم، لمواجهة آثار الحرب على السكان المدنيين.

يُعتبر هذا اللقاء امتداداً للعلاقات التاريخية بين الإمارات واليمن، التي تعود إلى سنوات الاتحاد الخليجي والتعاون الإقليمي. منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2014، لعبت الإمارات دوراً بارزاً في دعم الحكومة الشرعية والجهود الدولية لإحلال السلام، من خلال المبادرات الإنسانية والعسكرية. وفقاً للبيان الصادر عن الديوان الرئاسي، فإن الاجتماع أسفر عن التزام الجانبين بتوقيع اتفاقيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة والتبادل التجاري، مما من شأنه أن يعزز الاقتصادين ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون.

في الختام، يُعد هذا اللقاء خطوة إيجابية نحو تعزيز الشراكة الثنائية بين الإمارات واليمن، وسط التحديات الإقليمية المتنوعة. يأمل الخبراء في أن يؤدي هذا التعاون إلى تحقيق استقرار أكبر في اليمن وتعزيز الأمن في المنطقة، مما يعكس التزام القيادات العربية ببناء جسور السلام والتطور المشترك. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى التركيز على تحويل التحديات إلى فرص للنهوض الاقتصادي والاجتماعي.