السعودية.. تاريخ عريق يمتد لثلاثة قرون تحت حكم آل سعود!

الرياض تمثل قلب التراث السعودي، حيث أكد الدكتور سعد العريفي خلال ندوة بعنوان “قراءة في التاريخ الوطني للمملكة: من التأسيس إلى الرؤية”، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أن المملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة حديثة، بل هي جزء أساسي من صلب الحضارة العالمية. منذ تولي أسرة آل سعود الحكم قبل ثلاثة قرون، وتحديداً من عام 1727م، كانت الرياض ومناطقها مركزاً للتأسيس والتوحيد، مما يجعلها نموذجاً للاستمرارية التاريخية التي تفوق كثيراً من الدول الحديثة الأخرى.

الرياض: جذور الحضارة والتوحيد

في افتتاحية الندوة، شدد العريفي على أن الامتداد التاريخي للمملكة لمدة ثلاثة قرون ليس حدثاً عابراً، بل يضعها في قلب الأحداث المصيرية للعالم. على سبيل المثال، قامت الدولة السعودية الأولى في عام 1727م، قبل خمسين عاماً من الاستقلال الأمريكي عام 1776م، والثورة الفرنسية عام 1789م، وتوحيد ألمانيا عام 1871م. هذا الامتداد يمنح الرياض دوراً راسخاً كرمز حضاري، حيث كانت الدرعية نقطة تحول تاريخية، فقد أسسها مانع المريدي عام 850هـ، لتحول إمارات متناحرة إلى كيان موحد يحمي طرق الحج والتجارة. الدرعية بقيت رمزاً للوحدة الوطنية، تجمع بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وتعكس حلم الأئمة في بناء دولة مترابطة.

العاصمة التاريخية: من التوحيد إلى الرؤية المستقبلية

مع انتقال الحديث إلى مرحلة التوحيد الثالثة، وصف العريفي جهود الملك عبدالعزيز في استعادة الرياض عام 1902م كملحمة تاريخية عظيمة، حيث قاد مجموعة صغيرة من الرجال ليرسم ملامح الدولة الحديثة. هذه الخطوة أدت إلى توحيد أراضي المملكة كاملة عام 1932م، بعد ثلاثين عاماً من الكفاح، حيث ركز الملك على بناء الأمن من خلال إنشاء السور والقرى لتسكين القبائل، وإدخال الابتكارات مثل التعليم والبرقيات والسيارات. كما استعرض العريفي قصة العلم السعودي، الذي يمثل رسالة عقيدة وهوية، فهو العلم الوحيد الذي لا ينكس بسبب حمله لشهادة التوحيد، رافعاً منذ الدولة الأولى وما يزال شاهداً على ثبات القيم الوطنية.

أما رؤية المملكة 2030، فهي امتداد طبيعي لهذا الإرث، حيث تستند إلى جذور التاريخ لتشكل مشروعاً حضارياً معاصراً يعتمد على الابتكار والتقنية والذكاء الاصطناعي. العريفي أكد أنها لا تنفصل عن الماضي، بل تبني عليه لتستشرف مستقبلاً قوياً. في الختام، استعرض المواقف التاريخية التي رسخت مكانة الرياض دولياً، مثل مواجهة التحديات بقيم الاستقرار والوحدة، مشدداً على أن هذا التاريخ الوطني يظل ركيزة أساسية لبناء الهوية الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي. في ظل معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي ينظم تحت شعار “الرياض تقرأ” لتعزيز الثقافة والقراءة، يتجدد هذا الإرث كدليل على أن الرياض ليست مجرد مدينة، بل هي قلب الحضارة السعودية الذي ينبض بالتاريخ والمستقبل.