جسّد طلاب المملكة العربية السعودية إبداعهم ومهاراتهم في مجال الابتكار، متحدين التحديات ليحققوا إنجازًا عالميًا بارزًا في بطولة سباق أرامكو STEM. في هذه المنافسة العالمية، التي تعد الأكبر في مجالات الهندسة والعلوم، شاركت أربع فرق سعودية مميزة هي: رماح، يلّا، قدّام، وسديم، لتتوج هذه الفرق بجائزتين مرموقتين في النهائيات. هذا الإنجاز يعكس الجهود المكثفة والدعم المقدم من خلال مبادرات تعليمية تركز على ربط العلوم بالتطبيق العملي.
إنجازات الفرق السعودية في سباق STEM
في النسخة العشرين من بطولة سباق أرامكو STEM، التي أقيمت في سنغافورة بين 25 سبتمبر و1 أكتوبر 2025، نجحت الفرق السعودية في تحقيق مركز متقدم في القائمة العشرة الأولى عالميًا، وهو إنجاز غير مسبوق يجعل السعودية الدولة الوحيدة التي تكرر حضورها بين المراكز الأولى منذ بداية البطولة. شاركت في هذا الحدث 90 فريقًا يمثلون 50 دولة، مما يبرز التنافسية العالية والتنوع الدولي. الفرق السعودية، التي اجتازت التصفيات الوطنية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، عملت على تصميم وصنع سيارات مصغرة تعمل بغاز ثاني أكسيد الكربون، مستلهمة مبادئ الهندسة والابتكار. قالت مها عبدالهادي، قائد برنامج سباق STEM السعودية في “إثراء”، إن هذا الفوز يمثل فخرًا وطنيًا، حيث يظهر طموح الشباب السعودي وإصرارهم على التميز في المجالات العلمية. هذا البرنامج، الذي انطلق منذ ديسمبر الماضي عبر ست مدن سعودية رئيسية مثل الظهران، الرياض، والأحساء، جمع أكثر من 280 طالباً وطالبة يتراوح عمرهم بين 14 و16 عامًا في تدريبات مكثفة تجمع بين النظري والعملي.
التطور في مجال الابتكار التعليمي
يشكل برنامج سباق STEM خطوة متقدمة في تعزيز الابتكار التعليمي في المملكة، حيث تحول من مبادرة أولية تحت اسم “فورمولا 1 في المدارس” عام 2022 إلى برنامج متكامل يركز على العلوم، التقنية، الهندسة، والرياضيات. يهدف هذا البرنامج، المدعوم من أرامكو السعودية، إلى ربط المناهج الدراسية بالتجارب العملية، مما يمكن الطلاب من تطوير مهاراتهم من خلال تصميم السيارات واختبارها في بيئة تنافسية. في السنوات الأخيرة، حققت الفرق السعودية سلسلة من الجوائز البارزة، مثل جائزة “المرأة في رياضة السيارات” في 2022، و”أفضل فريق في التفكير الابتكاري” في 2023، بالإضافة إلى جوائز في أفضل ملف مشروع وأفضل تصميم هندسي للسيارة في 2024. هذه الإنجازات تدل على التزام المملكة بتعزيز القدرات الشبابية، مما يجعلها في مقدمة الدول في مجال الابتكار التعليمي. وصول الفرق إلى هذا المستوى يؤكد أن السعودية قادرة على بناء جيل يقود التغييرات العالمية في التكنولوجيا والعلوم.
بالاستمرار في هذه المسيرة، يسعى برنامج سباق STEM إلى تعزيز المواهب الوطنية من خلال برامج تدريبية شاملة، حيث يشمل الطلاب من مختلف المناطق في الدولة، مما يعزز التنوع والتعاون. هذا البرنامج ليس مجرد مسابقة، بل هو أداة لتطوير المهارات الحياتية مثل حل المشكلات، الإبداع، والعمل الجماعي. مع مرور الزمن، أصبح هذا البرنامج ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة لتحقيق رؤيتها في المجالات التكنولوجية، حيث يفتح أبوابًا للفرص المهنية في صناعات متقدمة مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي. ومن خلال هذه الإنجازات، يبرز دور الشباب السعودي كقوة محركة للابتكار، مما يعزز من سمعة البلاد عالميًا. هذا النجاح يشجع على استمرار الاستثمار في التعليم التطبيقي، ليصبح جزءًا أساسيًا من نظام التعليم في المملكة، مما يمهد الطريق لمزيد من الإنجازات في المستقبل. بهذه الجهود، تستمر السعودية في بناء مستقبل مشرق يعتمد على الابتكار والتفوق.
تعليقات