جمهوريون يعارضون خطط ترمب للتعامل مع الإغلاق الحكومي!

اعترض عدد من قيادات الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي على خطط إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي تشمل تسريح آلاف الموظفين الفيدراليين وتجميد التمويل لمشاريع حيوية أثناء الإغلاق الحكومي. هذه الإجراءات أثارت مخاوف بين النواب الجمهوريين، الذين يخشون أن تؤدي إلى أضرار في مشاريعهم وأصوات ناخبيهم في دوائرهم، مما قد يعود سلباً عليهم سياسياً، خاصة وأنهم يسعون لإلقاء اللوم على الديمقراطيين.

الإغلاق الحكومي والتداعيات

أعرب النائب الجمهوري مايك لولر عن نيويورك عن معارضته لتعليق التمويل الفيدرالي لمشاريع مترو الأنفاق في المدينة، رغم أن بعض الجمهوريين اعتبروا هذه الخطوة ضرباً لزعيمي الديمقراطيين تشاك شومر وحكيم جيفريز. لولر نفسه حذر من هذا القرار، مشيراً في منشور على منصة “إكس” إلى أنه يعمل مع البيت الأبيض لإلغائه، مؤكداً أهمية التمويل للبنية التحتية. في السياق نفسه، أعلن مكتب الإدارة والميزانية خططاً لإلغاء نحو 8 مليارات دولار من تمويل مشاريع الطاقة في 16 ولاية يسيطر عليها الديمقراطيون، بينما يتم التخطيط لتسريح جماعي للموظفين الفيدراليين غير الأساسيين إذا استمر الإغلاق. قال مدير المكتب راسل فوجت إن إخطارات التسريحات ستصدر قريباً، مما أثار انتقادات من نواب جمهوريين مثل دون بيكون من نبراسكا، الذي وصفها بأنها غير عادلة للموظفين الذين يتعرضون للضرر بسبب قرارات الديمقراطيين.

في غضون ذلك، حذر السيناتور الجمهوري كيفن كريمر من نورث داكوتا من التداعيات السياسية الخطيرة لهذه الإجراءات على الجمهوريين، معتبراً أنها قد تؤدي إلى فقدان دعم الرأي العام. استطلاع رأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” كشف أن 47% من الأمريكيين يلقون اللوم على ترمب والجمهوريين في الكونجرس، مقابل 30% الذين حمّلوا الديمقراطيين المسؤولية. رغم ذلك، أبدى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون ثقة في أن الديمقراطيين سيرضخون تحت الضغط، موضحاً أن الجمهوريين قدموا اقتراحاً نظيفاً لتمديد التمويل لسبعة أسابيع. كما أكد النائب توم كول من أوكلاهوما أن أفضل حل هو إعادة فتح الحكومة، بينما قال النائب آندي هاريس من ماريلاند إن تهديد التسريحات قد يدفع الديمقراطيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، مما يسمح بمناقشة قضايا أخرى مثل الرعاية الصحية.

من جانب الديمقراطيين، أعلن زعيم الأقلية حكيم جيفريز أنه غير متأثر بهذه التهديدات، معتبراً أن إدارة ترمب كانت تُسير عمليات فصل جماعية منذ توليها السلطة. هذه الخلافات تبرز كيف يمكن للإغلاق الحكومي أن يعزز نفوذ السلطة التنفيذية، كما حذر الجمهوريون من ذلك، مقارنين بفترات الإغلاق السابقة. في نهاية المطاف، يبدو أن هذه الإجراءات تؤدي إلى صراعات سياسية متزايدة، حيث يحاول الجمهوريون الحفاظ على موقفهم بينما يواجهون ضغوطاً من الداخل والخارج لإنهاء الإغلاق. هذا الجدل يعكس تعقيدات السياسة الأمريكية، حيث تتداخل المصالح الانتخابية مع الحاجة إلى حلول عملية لاستمرارية الحكومة.

الشلل السياسي والتأثيرات

يعد الإغلاق الحكومي فرصة لإعادة تقييم السياسات الاقتصادية، لكنه يثير مخاوف من تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. النائبون الجمهوريون، مثل هاريس، يرون في التسريحات أداة للضغط، لكنها قد تكون خطوة مخاطرة إذا لم تؤد إلى اتفاق سريع. كما أن عمليات التسريح والتجميد قد تؤثر على الخدمات العامة، مما يعزز الرفض الشعبي ويزيد من تحديات الجمهوريين في الانتخابات المقبلة. في الختام، يظل الجدل محتدماً حول كيفية إنهاء هذا الإغلاق، مع احتمال أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في التوازن السياسي بين الأحزاب.