الشؤون الدينية بالحرمين تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب بالسعودية

شاركت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي انطلق مساء البارحة، محتفية بتراث ديني غني مع تكامل التكنولوجيا الحديثة. كانت المشاركة من خلال جناح متخصص يعرض مجموعة من الابتكارات الرقمية والمطبوعات الدينية، مما يعكس جهود الرئاسة في دمج التقدم التكنولوجي مع التراث الإسلامي. هذا الحدث يبرز دور الرئاسة في تعزيز الوعي الديني عبر أدوات مبتكرة، حيث تم تركيز الجناح على جذب الزوار من مختلف الأعمار لاستكشاف محتوى ديني ممتع وتفاعلي.

الشؤون الدينية بالحرمين تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب

في هذه المشاركة البارزة، قدمت الرئاسة مجموعة متنوعة من البرامج والمعروضات، حيث شمل الجناح عدة شاشات تفاعلية تعرض “مقرأة الحرمين” لقراءة القرآن الكريم بطريقة رقمية سلسة، بالإضافة إلى “بوابة قاصد” التي تتيح الوصول إلى موارد دينية شاملة عبر الإنترنت. كما أبرزت المنصة “سورة الفاتحة” كأداة تعليمية تتيح تفسير وتلاوة السورة الأولى من القرآن بشكل بسيط وجذاب. بالإضافة إلى ذلك، قامت الرئاسة بتوزيع المصاحف المطبوعة بأحدث الإصدارات، إلى جانب عرض وتوزيع كتب متخصصة من إصداراتها الخاصة، مثل الكتب المتعلقة بالتفسير والحديث النبوي. هذه العناصر لم تكن مجرد معروضات، بل كانت جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الثقافة الدينية بين الجمهور، خاصة في عصر الرقمنة.

مشاركة الرئاسة في تقديم مبادرات رقمية

تعد هذه المشاركة امتداداً لجهود الرئاسة في استخدام التقنيات المتقدمة، حيث اعتمدت على تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض برامج الجناح لتعزيز التفاعل مع الزوار. على سبيل المثال، تم دمج برامج ذكية تساعد في ترجمة النصوص الدينية إلى عدة لغات، مما يجعل المحتوى متاحاً للزوار الدوليين. هذه الابتكارات ليست جديدة على الرئاسة، فقد كانت دائماً رائدة في تفعيل برامجها الإثرائية ومبادراتها النوعية من خلال أحدث التقنيات، مثل الواقع المعزز لتقديم تجارب افتراضية داخل الحرمين الشريفين. يأتي هذا النهج كرد فعل للتغييرات الرقمية في العالم، حيث سعت الرئاسة إلى جعل التعلم الديني أكثر جاذبية وسهولة الوصول. من جانب آخر، أكد المسؤولون عن الجناح أهمية هذه المبادرات في تعزيز التراث الإسلامي، خاصة مع تزايد اهتمام الجيل الشاب بالتكنولوجيا. كما شملت الفعاليات جلسات توعوية حول كيفية استخدام هذه المنصات في المنازل أو المدارس، مما يعزز من دورها التعليمي.

بالإضافة إلى العروض الرقمية، ركزت الرئاسة على جوانب التراث الثقافي، حيث قدمت ورش عمل حول كيفية حفظ القرآن أو فهم تفسيراته، مما جذب العديد من الزوار. هذه المبادرة تعكس التزام الرئاسة بتعزيز القيم الإسلامية في سياق عالمي متغير، حيث أصبحت التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لنشر الرسالة الدينية. على سبيل المثال، تم استخدام برامج متقدمة لتحليل النصوص القرآنية وتقديم تفسيرات معاصرة، مما يساعد في جعل المحتوى أكثر شمولاً. كما أن هذا الحدث يفتح الباب لمشاركات مستقبلية، حيث قد تشمل المعارض القادمة تطبيقات جديدة للواقع الافتراضي لزيارة الحرمين عن بعد. في الختام، إن مشاركة الرئاسة في معرض الرياض الدولي للكتاب ليست مجرد عرض، بل هي خطوة نحو دمج التقاليد الدينية مع الابتكار، مما يضمن بقاء التراث حياً ومناسباً لعصرنا الحالي. هذا الاندماج يعزز من دور السعودية كمركز ثقافي إسلامي عالمي، ويفتح آفاقاً جديدة للتعلم والتفاعل الديني.