نظمت رئاسة الجمهورية، اليوم الجمعة، فعالية استذكارية لتكريم الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس الراحل جلال طالباني، حيث أقيمت الوقفة في قصر السلام ببغداد بحضور الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد. هذه الفعالية تأتي كتخليد لمسيرته الوطنية الطويلة وإرثه السياسي الذي أثرى تاريخ العراق. خلال الوقفة، تم التركيز على دور طالباني في تعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الاستبداد، مع دعوة لاستمرار العمل من أجل عراق موحد وديمقراطي.
وقفة استذكارية تخلد إرث الرئيس جلال طالباني
في هذه المناسبة، ألقت رئاسة الجمهورية كلمة رسمية أكدت أن ذكرى الرئيس جلال طالباني ليست مجرد تاريخ عابر، بل هي دعوة مستمرة لتعزيز مبادئ الوطنية والحرية. الرئيس الراحل، المعروف بـ”مام جلال”، كان رمزاً للنضال ضد الدكتاتورية، حيث ساهم في نيل الحرية والكرامة لجميع مكونات الشعب العراقي، سواء الكرد أو العرب أو التركمان أو الطوائف الأخرى مثل المسيحيين والإيزيديين والصابئة. الكلمة ركزت على كيف كان يحلم بوطن اتحادي يعيش فيه الجميع على قدم المساواة، بعد دفع أثمان باهظة من الجهد والتضحيات. هذا الإرث يظل مصدر إلهام للأجيال الجديدة، مع التأكيد على أهمية جمع الكلمة والحفاظ على الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات.
التكريم الوطني لمسيرة القائد الكبير
خلال الوقفة، تم استعادة تفاصيل حياة الرئيس طالباني، الذي وصفته المرجعية الدينية العليا بـ”صمام أمان العراق”، لدوره في حل الأزمات الوطنية. الكلمة أشادت بكونه رمزاً للتوازن والعدالة، حيث عمل على بناء عراق حر ومستقل يتجاوز الصراعات الطائفية والعرقية. المتحدثون أكدوا أن رحيله قبل ثماني سنوات لم يمحِ بصمته، بل جعل إرثه دليلاً على أن الاستقرار يأتي من خلال الالتزام بالقيم الوطنية والعمل المشترك. في الختام، دعيت جميع الفئات إلى تجديد العهد بمبادئه، مع الإصرار على مواصلة الدرب الذي رسمه، ليبقى اسمه خالداً في تاريخ الوطن. هذا التكريم يعكس التزام العراقيين بحمل رسالة الوحدة والسلام، مستلهمين من تضحياته لصيانة الكرامة الوطنية في مواجهة التحديات المستقبلية. كما أن هذه الفعالية تذكرنا بأهمية الحوار الوطني كأداة للتغلب على الفرقة، مع الإشارة إلى أن فراغه لا يزال يشكل دافعاً لتعزيز المسؤولية الجماعية.
في هذا السياق، يُذكر أن الرئيس طالباني كان قائداً بارزاً في مراحل تاريخية حاسمة، حيث ساهم في تشكيل الجمهورية العراقية الحديثة من خلال جهوده في المفاوضات السياسية والدبلوماسية. الكلمات التي ألقيت خلال الوقفة ركزت على كيف أن فكره القيادي يستمر في هداية السياسات الوطنية، مشددة على أن الشعب العراقي مطالب بمواصلة بناء الدولة الديمقراطية التي حلم بها. هذه الذكرى ليست مجرد حدث سنوي، بل فرصة لإعادة التفكير في قيم الولاء والتضامن التي جسدها طالباني، مع الدعوة إلى تعزيز الروابط بين المكونات لضمان مستقبل أفضل. الوقفة أكدت أيضاً أن الالتزام بمبادئه يعني رفض أي أشكال من الاستبداد، وتعزيز دور المؤسسات في الحفاظ على السلام الاجتماعي، مما يجعل إرثه مصدراً دائماً للإلهام في مسيرة الشعب العراقي.
تعليقات